10ـ بر الوالدين :وصال الأبوين وإن هجرا

10ـ بر الوالدين :وصال الأبوين وإن هجرا

 

بر الوالدين

10ـ وصال الأبوين وإن هجرا

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَى الوَلَدِ وَصْلُ وَالِدَيْهِ، وَإِنْ هَجَرَاهُ، كَمَا يَجِبُ بِرُّهُمَا وَإِنْ قَطَعَاهُ، وَالإِحْسَانُ إِلَيْهِمَا وَإِنْ أَسَاءَا إِلَيْهِ، وَالتَّوَدُّدُ إِلَيْهِمَا وَإِنْ حَرَمَاهُ وَأَبْعَدَاهُ، لِأَنَّهُ يَكُونُ في ذَلِكَ قَدْ أَدَّى مَا يَجِبُ عَلَيْهِ، وَقَامَ بِحَقِّهِمَا، وَبَقِيَ مَا عَلَيْهِمَا، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَنَالَ مِنْهُمَا خَيْرَاً، إِنَّمَا هُوَ حَقٌّ يُؤَدِّيهِ قِيَامَاً بِحَقِّ اللهِ تعالى عَلَيْهِ فِيهِمَا، فَيَنَالُ الثَّوَابَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

روى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: قَطِيعَةُ الرَّحِمِ مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، وَجَرِيمَةٌ كُبْرَى مَا سَمِعَ النَّاسُ بِمِثْلِهَا، قَطْرُ السَّمَاءِ يُحْبَسُ بِقَطِيعَةِ الرِّحِمِ، وَقَسْوَةُ القَلْبِ لَا تَكُونُ إِلَّا بِسَبَبِ قَطِيعَةِ الرِّحِمِ، وَالبَغْضَاءُ وَالحَسَدُ وَالغِلُّ وَالحِقْدُ بِسَبَبِ قَطِيعَةِ الرِّحِمِ، وَفَسَادُ الأَرْضِ بِسَبَبِ قَطِيعَةِ الرِّحِمِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾؟

إِذَا كَانَ هَذَا في تَقْطِيعِ الأَرْحَامِ بِشَكْلٍ عَامٍّ، فَكَيْفَ بِمَنْ قَاطَعَ وَالِدَيْهِ وَهَجَرَهُمَا؟

قَاطِعُ وَالِدَيْهِ مَا هُوَ مَوْقِفُهُ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ»؟ رواه الشيخان عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَطِيعَةُ الرَّحِمِ أَمْرُهَا عَجِيبٌ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا». يَعْنِي: لَيْسَ المِيزَانُ إِنْ زَارَنِي زُرْتُهُ، وَإِنْ وَصَلَنِي وَصَلْتُهُ، وَإِنْ قَطَعَ قَطَعْتُهُ، بَلْ صِلَةُ الرَّحِمِ تَحْقِيقُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

فَصِلَةُ الرَّحِمِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَرَنِي رَبِّي بِتِسْعٍ: خَشْيَةِ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَكَلِمَةِ العَدْلِ فِي الغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالقَصْدِ فِي الفَقْرِ وَالغِنَى، وَأَنْ أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي، وَأُعْطِيَ مَنْ حَرَمَنِي، وَأَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي، وَأَنْ يَكُونَ صَمْتِي فِكْرَاً، وَنُطْقِي ذِكْرَاً، وَنَظَرِي عِبْرَةً، وَآمُرَ بِالعُرْفِ» رَوَاهُ رُزَيْنٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ كَمَا في جَامِعِ الأُصُولِ.

فَإِذَا كَانَ هَذَا في حَقِّ عَامَّةِ الخَلْقِ، فَكَيْفَ في حَقِّ الأَبَوَيْنِ؟

«وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ»:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ صِلَةَ الأَرْحَامِ، وَحُسْنَ التَّعَامُلِ مَعَهُمَا مَطْلُوبٌ مِنَّا شَرْعَاً، وَالصِّلَةُ أَعْلَى مِنَ المُكَافَأَةِ، فَصِلَةُ مَنْ قَطَعَ أَعْلَى دَرَجَةً مِنْ صِلَةِ مَنْ وَصَلَ.

روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلَاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ.

فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ المَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: ظَاهِرَةُ قَطِيعَةِ الرِّحِمِ ظَاهِرَةٌ خَطِيرَةٌ في المُجْتَمَعِ، حَتَّى أَنَّهَا وَصَلَتْ إلى دَرَجَةِ قَطِيعَةِ الوَالِدَيْنِ، وَإِذَا وَصَلْنَا إلى هَذَا الحَالِ فَأَيُّ خَيْرٍ يُرْجَى مِنْ قَاطِعِ الرَّحِمِ، وَخَاصَّةً الوَالِدَيْنِ؟

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: ضَعْفُ الإِيمَانِ في القُلُوبِ، وَكَثْرَةُ الجَهْلِ بِالـشَّرِيعَةِ، وَطُغْيَانُ المَادَّةِ عَلَى القُلُوبِ أَضْعَفَتْ أَوَاصِرَ التَّوَاصُلِ، وَأَوْقَعَتِ الأُمَّةَ في مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللهِ تعالى، إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ تعالى مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ الحَقِيقِيِّ الذينَ سَمِعُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ صَلَةَ الأَرْحَامِ لِـمَن قَطَعَتْهُ رَحِمُهُ، وَخَاصَّةً صِلَةَ الوَالِدَيْنِ، لَا يَسْتَطِيعُهَا إِلَّا مَنْ آمَنَ بِاللهِ تعالى وَاليَوْمِ الآخِرِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَأَوْلَى الرَّحِمِ بِالوَصْلِ الأَبَوَانِ، وَوَاصِلُ الرَّحِمِ مُعَانٌ مِنَ اللهِ تعالى «وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عَلَى الوَلَدِ أَنْ يَصِلَ أَبَوَيْهِ وَإِنْ هَجَرَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَلَا يَنْتَظِرَ المُكَافَأَةَ مِنْهُمْا، بَلْ يَنْتَظِرُ الظَّهِيرَ مِنَ اللهِ تعالى، وَالثَّوَابَ وَالأَجْرَ الجَزِيلَ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: صِلَةُ الأَرْحَامِ وَخَاصَّةً الوَالِدَيْنِ نِعْمَةٌ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَى الوَاصِلِ، يَقُولُ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَنْ ضَمِنَ لِي وَاحِدَاً ضَمِنْتُ لَهُ أَرْبَعَاً: مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ؛ طَالَ عُمْرُهُ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ، وَوُسِّعَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَدَخَلَ جَنَّةَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

عَلَى عَكْسِ قَاطِعِ الرِّحِمِ، وَخَاصَّةً لِوَالِدَيْهِ، فَإِنَّهُ يَسْتَحِقُّ غَضَبَ اللهِ تعالى، وَلَعْنَتَهُ، وَإِحْبَاطَ عَمَلِهِ، وَضَيَاعَ دِينِهِ، وَحِرْمَانَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تعالى وَمَغْفِرَتِهِ وَثَوَابِ عَمَلِهِ الصَّالِحِ، وَأَجْرِ صَدَقَتِهِ، وَدُخُولِهِ النَّارَ، وَيَكْفِي قَاطِعَ الرِّحِمِ، وَخَاصَّةً لِوَالِدَيْهِ، قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ» رواه الإمام البخاري في الأَدَبِ المُفْرَدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بَرَرَةً بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا أَحْيَاءً وَمَيْتِينَ. آمين.

**      **    **

تاريخ الكلمة:

الأحد: 22/ رجب /1439هـ، الموافق: 8/ نيسان / 2018م

 2018-04-08
 1456
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  بر الوالدين

25-10-2020 2214 مشاهدة
71ـ لين الجانب لهما والقول الكريم لهما

مَّا يَجِبُ عَلَى الوَلَدِ تُجَاهَ وَالِدَيْهِ، أَنْ يُخَاطِبَهُمَا بِالقَوْلِ اللَّيِّنِ، وَالكَلَامِ اللَّطِيفِ، وَلَا يَرْفَعَ صَوْتَهُ عَلَيْهِمَا، وَلَا يُخَاطِبَهُمَا بِالعِبَارَاتِ الحَادَّةِ، وَالكَلِمَاتِ النَّابِيَةِ، وَالغِلْظَةِ ... المزيد

 25-10-2020
 
 2214
18-10-2020 1623 مشاهدة
70ـ الإنفاق على الوالدين الفقيرين

وَمِمَّا يَجِبُ عَلَى الوَلَدِ تُجَاهَ وَالِدَيْهِ، الإِنْفَاقُ عَلَيْهِمَا إِذَا كَانَا مُحْتَاجَيْنِ، وَلْيَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْ أَنْ يَدْفَعَ لَهُمَا مِنْ زَكَاةِ أَمْوَالِهِ، لِأَنَّهَا أَوْسَاخُ النَّاسِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى ... المزيد

 18-10-2020
 
 1623
04-10-2020 988 مشاهدة
69ـ الحرص على هدايتهما (2)

حُقُوقُ الوَالِدَيْنِ عَلَى الوَلَدِ كَبِيرَةٌ وَكَبِيرَةٌ جِدًّا، وَمِنْ هَذِهِ الحُقُوقِ أَنْ يَكُونَ الوَلَدُ حَرِيصًا عَلَى هِدَايَةِ وَالِدَيْهِ إلى جَادَّةِ الصَّوَابِ، وَأَنْ يَكُونَ نَاصِحًا أَمِينًا لَهُمَا بِأُسْلُوبٍ حَكِيمٍ، وَخَاصَّةً ... المزيد

 04-10-2020
 
 988
21-09-2020 784 مشاهدة
68ـ الحرص على هدايتهما (1)

هَذَا سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى هِدَايَةِ وَالِدِهِ كُلَّ الحِرْصِ، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ تعالى لَنَا قِصَّتَهُ في القُرْآنِ العَظِيمِ لِيَكُونَ أُسْوَةً لَنَا في تَقْدِيمِ النُّصْحِ وَالحِرْصِ ... المزيد

 21-09-2020
 
 784
08-03-2020 1731 مشاهدة
67ـ وجوب توقيرهما وتكريمهما

مَّا يَجِبُ عَلَى الوَلَدِ تُجَاهَ وَالِدَيْهِ أَنْ يُوَقِّرَهُمَا وَيُكْرِمَهُمَا، فَلَا يَصِفَهُمَا بِوَصْفٍ لَا يَلِيقُ بِهِمَا، وَلَا يُنَادِيهِمَا بِأَسْمَائِهِمَا، وَعَلَيْهِ أَنْ يَحْتَرِمَهُمَا في مَجْلِسِهِمَا. كَيْفَ لَا يَكُونُ ... المزيد

 08-03-2020
 
 1731
06-03-2020 1167 مشاهدة
66ـ شكر الله تعالى على ما أنعم (2)

مِنْ فَوَائِدِ بِرِّ الوَالِدَيْنِ كَمَالُ الإِيمَانِ، وَحُسْنُ الإِسْلَامِ، وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ العِبَادَاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ المُوصِلُ إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَهُوَ سَبَبٌ في بَرَكَةِ العُمُرِ، ... المزيد

 06-03-2020
 
 1167

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411941842
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :