455ـ خطبة الجمعة: أيها المسافر إلى بلاد الكفر, سل نفسك

455ـ خطبة الجمعة: أيها المسافر إلى بلاد الكفر, سل نفسك

 

 455ـ خطبة الجمعة: أيها المسافر إلى بلاد الكفر، سل نفسك

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عِبَادَ اللهِ، سُبُلُ البَاطِلِ وطُرُقُهُ كَثِيرَةٌ لا تَكَادُ تُحْصَرُ، والطَّرِيقُ إلى الله تعالى وَاحِدَةٌ لا تَعَدُّدَ فِيهَا، وَهِيَ صِرَاطُهُ المُسْتَقِيمُ الذي نَصَبَهُ مُوصِلاً لِمَنْ سَلَكَهُ إِلَيْهِ وإلى رِضْوَانِهِ وجَنَّاتِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمَاً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. فَوَحَّدَ سَبِيلَهُ لأَنَّهُ في نَفْسِهِ وَاحِدٌ لا تَعَدُّدَ فِيهِ، وجَمَعَ السُّبُلَ المُخَالِفَةَ لَهُ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ مُتَعَدِّدَةٌ، وعلى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ خَطَّاً، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ».

ثُمَّ خَطَّ خُطُوطَاً عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمَاً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾.

أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، سَلْ نَفْسكَ:

يَا عِبَادَ اللهِ، قُولُوا لِكُلِّ مَن سَافَرَ إلى بِلادِ الكُفْرَِ، أَو يُفَكِّرُ في السَّفَرِ إِلَيْهَا: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، سَلْ نَفْسكَ هذهِ الأَسْئِلَةَ:

أولاً: هَلْ سَفَرُكَ إلى بِلادِ الكُفْرِ فِيهِ سُلُوكٌ للطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ، الذي يُوصِلُكَ إلى مَرْضَاةِ اللهِ تعالى وإلى جَنَّتِهِ؟ أَمْ أَنَّكَ سَافَرْتَ لِتَجِدَ هُنَاكَ مَن يَدْعُوكَ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؟! وَأَنْتَ تَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ بِأَنَّ تِلْكَ البِلادِ قَد اجْتَمَعَتْ كَلِمَتُهَا على مُحَارَبَةِ اللهِ تعالى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ.

ثانياً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، إذا أَدْرَكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ في هذا السَّفَرِ، هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّكَ مُنْدَرِجٌ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرَاً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾؟

فَهَلْ أَنْتَ بِسَفَرِكَ هذا خَرَجْتَ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَقُلْتَ كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ: ﴿إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾؟ هَلْ أَنْتَ تَشَمُّ هُنَاكَ بِشَكْلٍ عَامٍّ رَائِحَةَ الإِسْلامِ؟

ثالثاً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، إلى أَيْنَ أَنْتَ مُسَافِرٌ؟ ومِنْ أَيْنَ أَنْتَ مُسَافِرٌ؟ هَلْ نَسِيتَ حَدِيثَ قَاتِلِ مِئَةِ نَفْسٍ، الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ قَالَ: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسَاً، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ، فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسَاً، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟

فَقَالَ: لَا؛ فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً.

ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟

فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسَاً يَعْبُدُونَ اللهَ، فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ.

فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ.

فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبَاً مُقْبِلَاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ.

وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرَاً قَطُّ.

فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ، فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ.

فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ».

هَلْ أَنْتَ مُسَافِرٌ من أَرْضِ مَعْصِيَةٍ إلى أَرْضِ طَاعَةٍ تَطْلُبُ من أَهْلِهَا العَوْنَ لَكَ على طَاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، أَم العَكْسُ؟

رابعاً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، هَلْ تَعْلَمُ بِأَنَّكَ سَافَرْتَ من بَلَدٍ أَضَافَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ إلى نَفْسِهِ الشَّرِيفَةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا» رواه الإمام البخاري عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما. إلى بَلَدٍ أَعْلَنَ حُكَّامُهُ الحَرْبَ على اللهِ وَرَسُولِهِ.

لَقَد سَافَرْتَ مِن بَلَدٍ جَاءَ فِيهِ في الأَثَرِ الذي رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَسَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَيْرَ فَجَعَلَهُ عَشَرَةَ أَعْشَارٍ، فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَعْشَارٍ بِالشَّامِ، وَبَقِيَّتَهُ فِي سَائِرِ الأَرْضِ، وَقَسَّمَ الشَّرَّ، فَجَعَلَهُ عَشَرَةَ أَعْشَارٍ، فَجَعَلَ جُزْءَاً مِنْهُ بِالشَّامِ، وَبَقِيَّتَهُ فِي سَائِرِ الأَرْضِ.

لَقَد سَافَرْتَ مِن بَلَدٍ قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ، فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا فَالْإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ» رواه الإمام أحمد عَن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

وقَالَ فِيهِ: «عُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ» رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ سَلَمَةَ بن نُفَيْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، إِنْ قُلْتَ لِي: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «عَلَيْكَ بِالْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهَا».

أَقُولُ لَكَ: أَكْمِلِ الحَدِيثَ الشَّرِيفَ، بَل اقْرَأ الحَدِيثَ من أَوَّلِهِ، روى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ أَنَّ أَبَا فَاطِمَةَ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ نَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَنَعْمَلُهُ.

قَالَ:«عَلَيْكَ بِالْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهَا».

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ نَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَنَعْمَلُهُ.

قَالَ: «عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ».

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ نَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَنَعْمَلُهُ.

قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ نَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَنَعْمَلُهُ.

قَالَ: «عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ، فَإِنَّكَ لا تَسْجُدُ للهِ سَجْدَةً إِلا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً».

فَهَلْ سَفَرُكَ إلى هُنَاكَ من أَجْلِ الاسْتِقَامَةِ على دِينِ اللهِ، وكَثْرَةِ السُّجُودِ؟

خامساً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، هَلْ نَسِيتَ حَدِيثَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ الذي رواه الإمام أحمد والطَّبَرَانِيُّ عن خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمَّاً أَوْ غَيْظَاً أَوْ حُزْنَاً».

فَهَلْ سَافَرْتَ إلى بَلَدٍ ظَهَرَ مُؤْمِنُوهَا على مُنَافِقِيهَا؟

سادساً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، هَلْ أَنْتَ مُسَافِرٌ لِتُلْقِيَ هُنَاكَ مَا عِنْدَكَ، أَمْ سَيُلْقَى عَلَيْكَ؟ وَهَلْ هُنَاكَ عَقِيدَةٌ سَلِيمَةٌ؟ وَهَلْ هُنَاكَ أَخْلاقٌ فَاضِلَةٌ مَرْضِيَّةٌ كَامِلَةٌ؟

سابعاً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، وَأَنْتَ صَاحِبُ القُوَّةِ والعِلْمِ والمَالِ سَتَكُونُ في خِدْمَةِ مَنْ، مِنْ خِلالِ عِلْمِكَ وقُوَّتِكَ ومَالِكَ؟

ثامناً: أَيُّهَا المُسَافِرُ إلى بِلادِ الكُفْرِ، لِمَنْ تَدَعُ وَالِدَيْكَ، ومَحَارِمَكَ، والضُّعَفَاءَ، وأَصْحَابَ الحَاجَةِ؟ لِمَنْ تَدَعُ وَالِدَيْكَ، وأَنْتَ تَقْرَأُ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلَاً كَرِيمَاً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَاً﴾؟

لِمَنْ تَدَعُ زَوْجَتَكَ وأَوْلادَكَ؟ لِمَنْ تَدَعُ طُلَّابَكَ وعُمَّالَكَ؟ لِمَنْ تَدَعُ المَرْضَى والفُقَرَاءَ؟

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ، في الخِتَامِ، أُنَاشِدُ أَهْلَ هذا البَلَدِ مِمَّنْ هُوَ دَاخِلَ القُطْرِ من حُكَّامٍ ومَحْكُومِينَ، وَمَنْ هُوَ خَارِجَ البَلَدِ ومَا زَالَ يَنْفُخُ في النَّارِ، أُخَاطِبُ الجَمِيعَ وَأَقُولُ: اِتَّقُوا اللهَ تعالى في شَبَابِنَا، وفي رِجَالِنَا، وَكُونُوا عَوْنَاً لَهُم على البَقَاءِ في هذهِ البِلادِ المُبَارَكَةِ بِحِكْمَتِكُم، وإلا فالجَمِيعُ مَسْؤُولٌ عَن عَقِيدَةِ وَسُلُوكِ هؤلاءِ إذا انْحَرَفُوا.

يَا عِبَادَ اللهِ، يَا أَهْلَ هذا البَلَدِ في الدَّاخِلِ والخَارِجِ، كُونُوا عَوْنَاً للشَّبَابِ على شَيَاطِينِ الإِنْسِ والجِنِّ، ولا تَكُونُوا عَوْنَاً لِشَيَاطِينِ الإِنْسِ والجِنِّ عَلَيْهِم.

اللَّهُمَّ يَا فَارِجَ الهَمِّ، يَا كَاشِفَ الغَمِّ، اِحْفَظْنَا جَمِيعَاً. آمين.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 4/ذو الحجة /1435هـ، الموافق: 18/أيلول/ 2015م

 2015-09-18
 1472
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

28-03-2024 152 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 152
21-03-2024 659 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 659
14-03-2024 1012 مشاهدة
904ـ خطبة الجمعة: حافظوا على الطاعات والعبادات

فَيَا عِبَادَ اللهِ: كُلُّ عَامِلٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لَهُ هَدَفٌ يُرِيدُ الوُصُولَ إِلَيْهِ، وَكُلُّ مُجْتَهِدٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ لَهُ غَايَةٌ يُرِيدُ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا. وَقِيمَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ تَأْتِي ... المزيد

 14-03-2024
 
 1012
08-03-2024 873 مشاهدة
903ـ خطبة الجمعة: استقبل شهر رمضان بالأمور الآتية

هَا نَحْنُ نَسْتَقْبِلُ شَهْرَ الصَّوْمِ، وَأَنْعِمْ بِالصَّوْمِ عِبَادَةً، بِهِ رَفْعُ الدَّرَجَاتُ، وَتَكْفِيرُ الخَطِيئَاتِ، وَكَسْرُ الشَّهَوَاتِ، وَتَكْثِيرُ الصَّدَقَاتِ، وَوَفْرَةِ الطَّاعَاتِ، وَشُكْرُ عَالِمِ الخَفِيَّاتِ، وَالانْزِجَارُ ... المزيد

 08-03-2024
 
 873
09-02-2024 2560 مشاهدة
902ـ خطبة الجمعة: حاله صلى الله عليه وسلم في شعبان

إِنَّ المُؤْمِنَ لَيَتَقَلَّبُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَمُدُّ اللهُ تعالى لَهُ في أَجَلِهِ، وَكُلَّ يَوْمٍ يَبْقَاهُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ غَنِيمَةٌ لَهُ لِيَتَزَوَّدَ مِنْهُ لِآخِرَتِهِ، وَيَحْرُثَ فِيهِ مَا اسْتَطَاعَ، ... المزيد

 09-02-2024
 
 2560
02-02-2024 2279 مشاهدة
901ـ خطبة الجمعة: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ﴾

لِنَكنْ جَمِيعًا عَلَى يَقِينٍ أَنَّنَا سَنَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾. أَلَا وَإِنَّ الخَيْرَ كُلَّ الخَيْرِ في الجَنَّةِ، وَإِنَّ الشَّرَّ كُلَّ ... المزيد

 02-02-2024
 
 2279

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412048754
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :