أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1814 - شاب زانٍ يريد التوبة

01-03-2009 11752 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب زنيت وارتكبت من المعاصي الله يعلم به هل لي من توبة؟ والمشكلة الأساسية تكمن في المرأة التي زنيت معها هي متزوجة وأنا والله أحاول الابتعاد عنها ولكن في بعض الأوقات أضعف أنا شاب أعزب كيف يمكن الابتعاد عن ذلك؟ وأنا الآن أكتب السؤال صادق في توبتي هل لي من توبة؟ والنتيجة كيف ابتعد عن هذا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1814
 2009-03-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله تعالى يناديك وينادينا جميعاً بقوله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}، ويقول صلى الله عليه وسلم: (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ) رواه مسلم، ويقول تعالى: {وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

فيا أخي الكريم: لقد سترك الله تعالى، وأمهلك ربنا عز وجل عسى أن تتوب إليه، فاقْبَل سترَ الله عليك وأقبِلْ على الله تائباً، واحذر من غواية الشيطان فإنه يريد أن تكون من حزبه لتكون من أصحاب السعير.

وإذا ما ضعفت أمام نفسك فاستعن بالله تجد الله معيناً لك، وتوجَّه إلى الله بصدق يصرف الله عنك كيد النساء، يقول صلى الله عليه وسلم: (احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. فاحفظ يا أخي شرع الله يحفظك الله تعالى، ومن جملة حفظك للشرع:

1ـ غض البصر عن النساء الأجنبيات.

2ـ عدم الحديث عن النساء مع الشباب.

3ـ ترك قرناء السوء.

4ـ أن تتزوّج إن كانت عندك المقدرة على الزواج، وإلا فعليك بالصوم فإنه وِجاء لك، لما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) رواه البخاري ومسلم.

5ـ إياك والإصرار على المعصية، فإن الإصرار عليها مهلكة، وربما أن يُفضح العاصي بسبب إصراره عليها. نسأل الله لنا ولكم التوبة الصادقة وأن يحفظنا من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11752 مشاهدة