أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5215 - هل خيانة الزوجة من الابتلاء؟

30-05-2012 62024 مشاهدة
 السؤال :
هل خيانة الزوجة لزوجها يعتبر من الابتلاء الذي يؤجر عليه العبد إن صبر عليه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5215
 2012-05-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: إنَّ غيرةَ الرجلِ على زوجتِهِ ومحارمِهِ ونساءِ المسلمين مطلوبةٌ شرعاً، وهي دليلٌ على كمالِ رجولتِهِ وشهامتِهِ، ومن قُتِلَ دونَ ذلك فهو شهيدٌ، كما جاء في الحديث الشريف: «وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» رواه الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

وأما من فَقَدَ الغيرةَ على نساءِ المسلمينَ فقد يفقدُ الغيرةَ على محارمِهِ وزوجتِهِ، ويندرجُ تحتَ الوصفِ الذي لا يرضاهُ صاحبُ مسكةِ عقلٍ، ألا وهو الدِّياثَةُ، ويُحرَم بذلكَ دخولَ الجنة، كما جاء في الحديثِ الشريفِ: «ثَلاثٌ لا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: العَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَالمَرْأَةُ المُتَرَجِّلَةُ المُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ، وَالدَّيُّوثُ» رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

ثانياً: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى يبتلي خلقَهُ بالخيرِ والشرِّ، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}، فمَنْ شَكَرَ على النعمةِ أُجِرَ، ومَنْ صَبَرَ على المُصيبَةِ أُجِرَ، وإنَّ خيانةَ المرأةِ لزوجها من غيرِ تقصيرٍ منهُ، ومن غيرِ تسَبُّبٍ في تلكَ الخيانةِ من جملةِ الابتلاءِ، فإن صَبَرَ على ذلكَ، وأمرَ بالمعروفِ ونهى عن المنكرِ، وسَتَرَ عليها، وأبقاها في عصمته بعد صحَّةِ توبتِها، فلهُ في ذلكَ أجرٌ عظيمٌ إن شاءَ اللهُ تعالى، وذلكَ بمغفرةِ ذنوبِهِ ورفعِ دَرَجاتِهِ.

وبناء على ذلك:

فإنْ كانَ الرَّجُلُ غيوراً على محارمِهِ، وراعياً لزوجتِهِ حقَّ الرعايةِ، وخانتْهُ زوجتُهُ، فلا شكَّ أنَّ هذا من الابتلاء الذي يؤجَرُ عليه إن شاءَ اللهُ تعالى، بشرطِ إنكارِ هذا المنكَرِ، وسَتْرِهِ عليها بعدَ صدقِ توبتها، أما الرضا بهذا المنكَرِ، فإنَّ صاحِبَهُ يكونُ ديُّوثاً وليس صابراً ـ والعياذُ باللهِ تعالى ـ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
62024 مشاهدة