أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5594 - حكم استلام الأركان في الطواف

15-10-2012 184 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن استلام الركن اليماني، والحجر الأسود واجب على الطائف في كل شوط؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5594
 2012-10-15

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يُسنُّ استلامُ الحجرِ الأسودِ وتقبيلُهُ، لحديث ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قال: (اسْتَقْبَلَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ، ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلاً، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَبْكِي، فَقَالَ: «يَا عُمَرُ هَاهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ») رواه الحاكم وابن ماجه.

وعَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، (أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ) رواه الإمام البخاري.

فإن لم يتمكَّن من تقبيلِهِ استلَمَهُ بيَدِهِ وقَبَّلَ يَدَهُ، لما جاء في الحديث الذي رواه ابنُ خزيمة عن نافعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ  قال: (رأيتُ ابنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ استَلَمَ الحَجَرَ بِيَدِهِ، وَقَبَّلَ يَدَهُ، وقال: ما تَرَكْتُهُ مُنذُ رأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَفعلُهُ).

فإن عَجزَ عن تقبيلِهِ أو استِلامِهِ بيَدِهِ أشارَ إليهِ بيَدِهِ من بعيدٍ، ولا يُزاحِمُ الناسَ فيؤذي المسلمينَ، لما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «يَا عُمَرُ، إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ، لَا تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ فَتُؤْذِيَ الضَّعِيفَ، إِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ، وَإِلَّا فَاسْتَقْبِلْهُ فَهَلِّلْ وَكَبِّرْ». لأنَّ استِلامَهُ سُنَّةٌ، وإيذاءُ المسلمينَ حرامٌ، وتركُ الحرامِ أولى من الإتيانِ بالسُّنَّةِ.

ثانياً: يُسنُّ استلامُ الرُّكنِ اليمانيِّ في الطَّوافِ من غيرِ تقبيلٍ، لحديثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، (أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَسْتَلِمُ إِلَّا الْحَجَرَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ) رواه الإمام مسلم.

ثالثاً: أمَّا استِلامُ الرُّكنَينِ الشَّاميِّ والعراقيِّ فليسَ بمشروعٍ، لقولِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما: (لَمْ أَرَ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مِنْ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ) رواه الإمام مسلم.

وبناء على ذلك:

 فاستِلامُ الرُّكنِ الذي فيهِ الحجرُ الأسودُ سُنَّةٌ في كلِّ شَوطٍ وليسَ واجباً، وفيهِ فضيلتانِ، كونُ الحجرِ الأسودِ فيهِ، وكونُهُ على قواعِدِ سيِّدِنا إبراهيمَ عليه السَّلامُ، وكذلكَ الرُّكنُ اليمانيُّ استِلامُهُ سُنَّةٌ في كلِّ شَوطٍ وليسَ واجباً، وفيهِ فضيلةٌ واحدةٌ، أنَّهُ على قواعِدِ سيِّدِنا إبراهيمَ عليه السَّلامُ، أمَّا استِلامُ الرُّكنَينِ الشَّاميِّ والعراقيِّ فليسَ بمشروعٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
184 مشاهدة