أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6669 - معالجة المرأة للرجل

07-01-2015 4149 مشاهدة
 السؤال :
أنا طبيبة مختصة، فهل يجوز لي معالجة الرجال؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6669
 2015-01-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: مِمَّا لا شَكَّ فِيهِ بأنَّ النِّسَاءَ هُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ، ولَهُنَّ دَورٌ كَبِيرٌ في المُجتَمَعِ، وقد جَعَلَ الإِسلامُ لِكُلٍّ مِنهُمَا عَمَلاً ومَهَمَّةً، وبالمُقَابِلِ حَذَّرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من مَفَاسِدِ خُرُوجِ المَرأَةِ للعَمَلِ، روى الشيخان عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ». وروى الشيخان عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ».

ثانياً: هُنَاكَ قَاعِدَةٌ فِقْهِيَّةٌ تَقُولُ: الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المَحْظُورَاتِ؛ وهذهِ مَأخُوذَةٌ من قَولِهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾. والاضطِرَارُ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، والمَحْظُورُ هوَ المَنْهِيُّ عَنهُ شَرعَاً، ومَعنَى القَاعِدَةِ: المَمنُوعُ شَرعَاً يُبَاحُ عِندَ الضَّرُورَةِ، لأنَّ الضَّرَرَ يُزَالُ.

وبناء على ذلك:

فالأَصْلُ أنَّهُ لا يَجُوزُ للمَرأَةِ الطَّبِيبَةِ أن تُعَالِجَ الرِّجَالَ، لما في ذلكَ من مَحَاظِيرَ شَرعِيَّةٍ، من خَلْوَةٍ، ومَسٍّ، واطِّلاعٍ على العَورَاتِ، ومَا شَاكَلَ ذلكَ، وكُلُّ هذا مَمنُوعٌ شَرعَاً.

 

ولكنَّ المَرِيضَ الذي لا يَجِدُ طَبِيبَاً إلا هذهِ المَرأَةَ، فَعِندَ ذلكَ يُبَاحُ لهذهِ المَرأَةِ أن تُعَالِجَهُ بِشَرطِ عَدَمِ الخَلْوَةِ بِهِ، وأن لا تَمَسَّ مِنهُ إلا بِمِقْدَارِ الضَّرُورَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4149 مشاهدة