أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1908 - حكم صلاة الجمعة على المسلم في بلاد الكفر

28-03-2009 51597 مشاهدة
 السؤال :
نحن مقيمون في اليونان، وأحياناً نترك صلاة الجمعة، فقال لنا بعضهم: إذا تركتم الجمعة مرتين فلا يجوز لكم أن تتركوها في المرة الثالثة، ويجب حضورها حتماً، فما مدى صحة هذا الكلام؟ وهل تجب الجمعة علينا ونحن في بلاد الكفر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1908
 2009-03-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ترغب في صلاة الجمعة وترهّب من تركها، فمن ذلك:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا) رواه مسلم.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) رواه مسلم.

وعن أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا) رواه أبو داود.

وعنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ الْجُمُعَةِ: (لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ) رواه مسلم.

وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: (لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ) رواه مسلم.

وعَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ) رواه أحمد.

وبناء على ذلك:

فصلاة الجمعة في جميع بلاد الله فرض عين على الرجال إن توافرت شروط الوجوب ولم يكن هناك عذر شرعي يبيح التخلف. فإذا كان المسلمون يقيمون صلاة الجمعة في هذا البلد ـ كما ذكرت ـ فإن تخلفك عنها ـ ولو لمرة واحدة ـ يعتبر من كبائر الذنوب.

لذلك أرى المحافظة على صلاة الجمعة إذا أُقيمت عندكم خروجاً من الخلاف بين الفقهاء، وسلامة لدينكم حتى لا ندخل تحت الوعيد الذي جاء في الأحاديث الصحيحة مِنْ تَركِ الجمعة بلا عذر، وخاصة وأنتم تقيمون في تلك البلاد، فلقاؤكم مع المسلمين ومع طلاب العلم ضروري لتنمية الإيمان وللتناصح والتذاكر في أمور دينكم ودنياكم. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
51597 مشاهدة