أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2818 - معنى حديث شريف: (أهل الجنة ثلاثة...)

16-04-2010 64252 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى هذا الحديث الشريف: (أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، قَالَ: وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أَهْلاً وَلا مَالاً، وَالْخَائِنُ الَّذِي لا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لا يُصْبِحُ وَلا يُمْسِي إِلا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوْ الْكَذِبَ، وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ)؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2818
 2010-04-16

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالحديث رواه الإمام مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: (أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، قَالَ: وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أَهْلاً وَلا مَالاً، وَالْخَائِنُ الَّذِي لا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لا يُصْبِحُ وَلا يُمْسِي إِلا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوْ الْكَذِبَ، وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ).

أولاً: قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ). فمعناه هو: المسؤول الحاكم صاحب السلطان العادل في رعيته يقيم فيها العدل والحق، ومعطٍ للصدقات ومُسدَّدٌ في فعل الخيرات وموفَّق لها ومنساق فيها.

ثانياً: وقوله صلى الله عليه وسلم: (وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ). معناه هو: الرحيم المحسن لكلِّ صاحب قرابة، ولكلِّ مسلم ومسلمة، وهو لين القلب شفوق رحيم، متأثِّر بالموعظة الحسنة.

ثالثاً: وقوله صلى الله عليه وسلم: (وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ). معناه هو: المتَّصف بالعفة طبيعة وسجية، ويكلِّف نفسه بالعفة ويكتسبها إن لم تكن فيه، والعفيف هو البعيد عن الحرام بما فيه الكسب غير المشروع، وإن كان صاحب عيال وهو بحاجة.

أما أهل النار والعياذ بالله تعالى:

أولاً: قوله صلى الله عليه وسلم: (الضَّعِيفُ الَّذِي لا زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أَهْلاً وَلا مَالاً). معناه: هو الإنسان الذي لا عقل له يزبره (يمنعه) مما لا ينبغي شرعاً وعقلاً من المحرَّمات وخوارم المروءات، هو الذي يعيش في الأمة تبعاً لغيره، ولا يطلب زوجة لأنه اكتفى بالحرام، ولا يطلب مالاً حلالاً بل يكتفي بالحرام حيث يأكل أموال الناس بالباطل وبدون جهد مشروع.

ثانياً: قوله صلى الله عليه وسلم: (وَالْخَائِنُ الَّذِي لا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلا خَانَهُ). معناه هو: الذي لا يحفظ الأمانة، ولا يَظهر له طمع في الوديعة عند الإيداع، ثم يخون الذي ائتمنه في أمانته، وهو الذي يسعى ويتطلَّع لأخذ الأمانات وإن قلَّت ليقع في الخيانة، وهذا كله من الطمع في أموال الآخرين.

ثالثاً: قوله صلى الله عليه وسلم: (وَرَجُلٌ لا يُصْبِحُ وَلا يُمْسِي إِلا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ). ومعناه: هو الرجل الذي لا يمر عليه زمن من الأزمان ليلاً ونهاراً إلا وهو يريد خداعك في أهلك وزوجتك بفعل الفاحشة، وفي مالك يأخذه ظلماً سرقةً أو غصباً.

رابعاً: ما ذكره الراوي: (الْبُخْلَ أَوْ الْكَذِبَ). أي صاحب البخل وصاحب الكذب في أهل النار.

خامساً: قوله صلى الله عليه وسلم: (وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ). هو سيئ الخلق، وقد فسَّر النبي صلى الله عليه وسلم الشنظير بالفحَّاش. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
64252 مشاهدة