أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8073 - أقسام الاعتكاف

18-05-2017 4866 مشاهدة
 السؤال :
هل هناك اعتكاف مسنون في غير العشر الأواخر من رمضان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8073
 2017-05-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الاعْتِكَافُ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَمُسْتَحَبٌّ فِيمَا عَدَا ذَلِكَ، وَلَا يَلْزَمُ إِلَّا بِالنَّذْرِ.

وَالدَّلِيلُ عَلَى سُنِّيَّتِهِ فِعْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَمُدَاوَمَتُهُ عَلَيْهِ، تَقَرُّبَاً إلى اللهِ تعالى، وَطَلَبَاً لِثَوَابِهِ، وَاعْتِكَافُ أَزْوَاجِهِ مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَبَعْدَهُ.

وَيَكُونُ الاعْتِكَافُ وَاجِبَاً بِالنَّذْرِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ» رواه الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ فِي الجَاهِلِيَّةِ.

قَالَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ» رواه الترمذي.

ثانياً: أَقْسَامُ الاعْتِكَافِ:

1ـ اعْتِكَافٌ مَنْدُوبٌ، وَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ الإِنْسَانُ الاعْتِكَافَ تَطَوُّعَاً للهِ تعالى، وَأَقَلُّهُ لَحْظَةٌ، أَو يَوْمٌ، أَو لَيْلَةٌ.

2ـ اعْتِكَافٌ وَاجِبٌ، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالنَّذْرِ.

3ـ اعْتِكَافٌ مَسْنُونٌ، وَهُوَ في العَشْرِ الأَخِيرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَهُوَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، أَيْ سُنَّةُ كِفَايَةٍ، فَإِذَا قَامَ بِهِ بَعْضُ المُسْلِمِينَ سَقَطَ الطَّلَبُ عَنِ البَاقِينَ.

وبناء على ذلك:

فَالاعْتِكَافُ المَسْنُونُ هُوَ في العَشْرِ الأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَهُوَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَقَدْ يَكُونُ وَاجِبَاً بِالنَّذْرِ، وَمَا عَدَا ذَلِكَ فَهُوَ مُسْتَحَبٌّ وَخَاصَّةً عِنْدَ دُخُولِ المَسْجِدِ وَلَو لِلَحْظَةٍ أَو سَاعَةٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4866 مشاهدة