أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

757 - العمل في شركة تستقبل أموراً محرمة من الخارج

06-01-2008 9670 مشاهدة
 السؤال :
كنت أعمل في بنك ربوي لمدة 17 عام وقد وفقني الله تعالى للبعد عن الربا ولمست بنفسي تغييراً مذهلاً في حياتي، ولكن العمل الحلال صعب جداً في هذه الأيام، ولم أعثر على عمل منذ 2.5 سنة وأعول أسرة من خمسة أفراد، والآن هل لي أن أتقدم للعمل في إحدى الشركات العالمية لنقل المستندات والطرود في وظيفة إدارة مشاكل وشؤون العملاء، والمشكلة أن هذه الشركة تمنع نقل الخمور تماماً داخل حدود البلد الذي أعيش به، إلا أنه إذا رغب شخص في نقل زجاجة خمر مثلاً إلى بلد آخر فإن الشركة تقوم بالنقل له، وأيضاً قد تستقبل الشركة طروداً من الخارج قد تحمل هذه المحرمات، وطبعاً سيكون من طبيعة عملي أن أحل المشاكل التي قد تطرأ أثناء عمليات النقل لحين الوصول للعميل. السؤال: هل أستمر في تقديم طلب العمل أم أقوم بسحبه، علماً بأن نشاط الشركة الأساسي كما ذكرت هو نقل المستندات والطرود المختلفة من مكان لآخر.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 757
 2008-01-06

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإني أذكرك أولاً بقول الله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُون}. وبقوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب}. وإذا تاب العبد إلى الله تعالى، فإن الله عز وجل يقبل توبته، وتكون المصائب التي تنتابه في الدنيا تكفيراً لتلك السيئات. لذلك أنا أهنئك من كل قلبي بتوبتك لله عز وجل، وأرجو الله عز وجل أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة. ثانياً: عملك في مثل هذه الشركات يجوز إذا كان بوسعك أن لا تنقل المستندات والطرود المحرمة شرعاً، والتي من جملتها زجاجة الخمر ولو كانت فارغة. أما إذا لم يمكنك هذا فلا يجوز لك أن تعمل في هذه الشركة. ثالثاً: أقول لك: من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَعْطَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ) رواه أحمد، وتذكر قول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}. لم يقل ربنا عز وجل: إن بعد العسر يسراً، بل قال: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يغلب عسر يسرين) رواه البيهقي في شعب الإيمان. والأمر يحتاج إلى صبر ومصابرة، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) رواه أحمد. نسأل الله أن يفرّج عنا جميعاً، ويهيئ لنا أسباب سعادة الدارين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9670 مشاهدة