أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7417 - يمين اللغو، واليمين المعقودة

18-07-2016 36 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾. فما هو الفارق بين يمين اللغو، واليمين المعقودة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7417
 2016-07-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾. قَالَ الفُقَهَاءُ بِشَكْلٍ عَامٍّ: اليَمِينُ اللَّغْوُ هُوَ التي يُسْبَقُ اللِّسَانُ إلى لَفْظِهَا بِلَا قَصْدٍ لِمَعْنَاهَا، كَقَوْلِ القَائِلِ: لَا وَاللهِ، بَلَى وَاللهِ، سَوَاءٌ ذَلِكَ في المَاضِي أَمِ الحَالِ أَمِ المُسْتَقْبَلِ.

وَقَد أَضَافَ أُستاذُنا الدُّكتور أَحْمَد الَحجِّي الكُردي حَفِظَهُ اللهُ تَعَالى عَلى الجَوابِ مَا يَلي:[وقالَ البَعْضُ: هِيَ الحَلِفُ عَلى أَمْرٍ ماضٍ يَظُنُّ نَفْسَهُ صادِقاً فِيهِ، ثُمَّ يَعْلَمُ خِلافَ ذَلِكَ].

أَمَّا اليَمِينُ المَعْقُودَةُ فَهِيَ اليَمِينُ على أَمْرٍ في المُسْتَقْبَلِ، فِعْلَاً أَو تَرْكَاً، كَقَوْلِ القَائِلِ: وَاللهِ لَأَفْعَلَنَّ كَذَا، أَو وَاللهِ لَا أَفْعَلُ كَذَا.

وَذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ على إلى أَنَّ يَمِينَ اللَّغْوِ لَا كَفَّارَةَ فِيهَا، لِأَنَّهَا غَيْرُ مُنْعَقِدَةٍ، فَلَمْ تَجِبْ فِيهَا كَفَّارَةٌ، وَبَعْضُهُمْ قَالَ بِوُجُوبِ الكَفَّارَةِ فِيهَا إِذَا حَنَثَ فِيهَا.

أَمَّا اليَمينُ المَعْقُودَةُ فَإِنَّهُ تَجِبُ الكَفَّارَةُ فِيهَا إِذَا حَنَثَ الحَالِفُ.

وبناء على ذلك:

فَيَمِينُ اللَّغْوِ هِيَ التي لَا يقْصِدُهَا الحَالِفُ، وَإِذَا حَنَثَ فِيهَا لَا كَفَّارَةَ فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، أَمَّا اليَمِينُ المَعْقُودَةُ فَهِيَ أَنْ يَحْلِفَ الحَالِفُ بِاللهِ على أَمْرٍ في المُسْتَقْبَلِ على أَنْ يَفْعَلَهُ أَو لَا يَفْعَلَهُ، وَإِذَا حَنَثَ وَجَبَتْ عَلَيْهِ الكَفَّارَةُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
36 مشاهدة
الملف المرفق