أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

425 - هل يجوز فضح الإنسان العاصي؟

24-07-2007 74072 مشاهدة
 السؤال :
شخص قام بعملية سرقة - مع العلم أنه يظهر أنه على مستوى عالً من الدين والعبادات - ، وتم الكشف عنه والتحقيق معه والاعتراف من قبله بعد إنكار بأيمان مغلظة .... فما هو العمل: هل يتم إخبار الناس المنخدعين به عن سرقته وكشفه على حقيقته أم يجب التستر عليه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 425
 2007-07-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 أخي الكريم السائل: روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة). وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة). وروى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله). ويقول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لو أخذت سارقاً لأحببت أن يستره الله، ولو أخذت شارباً لأحببت أن يستره الله عز وجل. ويقول العلامة ابن بدر: لا يعذب الله قوماً يستُرون الذنوب. ويقول عوف الأحمسي: من سمع بفاحشة فأفشاها، كان فيها كالذي بدأها. ويقول عثمان بن أبي سودة: لا ينبغي لأحد أن يهتك ستر الله تعالى، قيل: وكيف يهتك ستر الله تعالى؟ قال: يعمل الرجل الذنب فيستره الله عليه فيذيعه في الناس. وبناء على ذلك:

1- يندب للمؤمن أن يستر أخاه وخاصة إذا كان مستور الحال. -

2 يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد الستر، وتفوض أمره إلى الله تعالى، لأن حسابنا على الله تعالى.

3- إذا استُنْصحتَ في التعامل مع هذا الإنسان، وأنت تعلم أنه ما زال مصراً على المعصية وجب عليك أن تنصح، أما إذا علمت أنه تاب إلى الله تعالى فيحرم عليك أن تفضح. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
74072 مشاهدة