أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7279 - معنى: «أَتْلَفَهُ اللهُ»

20-04-2016 6889 مشاهدة
 السؤال :
جاء في الحديث الشريف: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ».قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتْلَفَهُ اللهُ» هو خبر، أم دعاء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7279
 2016-04-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد جَاءَ في صَحِيحِ الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ».

وَمَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتْلَفَهُ اللهُ»: يَعْنِي: يُذْهِبُهُ اللهُ تعالى مِنْ يَدِهِ، فَلَا يَنْتَفِعُ مِنَ المَالِ، وَذَلِكَ لِسُوءِ نِيَّتِهِ، وَيَبْقَى الدَّيْنُ عَلَيْهِ، وَيُعَاقَبُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ.

وروى الإمام أحمد والحاكم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تَدَّانُ؛ فَقِيلَ لَهَا: مَا لَكِ وَلِلدَّيْنِ؟

فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ كَانَتْ لَهُ نِيَّةٌ فِي أَدَاءِ دَيْنِهِ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَوْنٌ». فَأَنَا أَلْتَمِسُ ذَلِكَ الْعَوْنَ.

وروى الحاكم عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَدَايَنَ بِدَيْنٍ، وَفِي نَفْسِهِ وَفَاؤُهُ، ثمَّ مَاتَ، تَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى غَرِيمَهُ بِمَا شَاءَ، وَمَنْ تَدَايَنَ بِدَيْنٍ وَلَيْسَ فِي نَفْسِهِ وَفَاؤُهُ، ثمَّ مَاتَ، اقْتَصَّ اللهُ لِغَرِيمِهِ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ».

وبناء على ذلك:

فَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتْلَفَهُ اللهُ» هُوَ خَبَرٌ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ دُعَاءً عَلَيْهِ، فَالإِتْلَافُ يَقَعُ على المَدِينِ صَاحِبِ النِّيَّةِ السَّيِّئَةِ في الدُّنْيَا، وَهَذَا مِنْ عَلَامَاتِ صِدْقِ النُّبُوَّةِ لِمَا نَرَاهُ بِالمُشَاهَدَةِ، مِمَّنْ يَتَعَاطَى شَيْئَاً مِنَ الأَمْرَيْنِ، مِمَّنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ وَأَرَادَ أَدَاءَهَا، وَمِمَّنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ وَأَرَادَ إِتْلَافَهَا، كَيْفَ تَكُونُ نَتِيجَةُ الأَوَّلِ وَالثَّانِي؟ هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6889 مشاهدة