أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

774 - يعامل زوجته معاملة سيئة لتتنازل عن حقوقها

05-05-2008 10621 مشاهدة
 السؤال :
زوجي يضغط علي بالمعاملة المهينة على أعصابي وتشويه سمعتي وسمعة أهلي بالكلام الملفق والغير صحيح حتى أطلب الطلاق وأتنازل له عن حقوقي الشرعية، مع أنه يحاكمني أمام الناس بأي مشكله تحصل، يطلب مني أن أعامله بالشرع وهو لا يعمل به، فهل هذا يجوز مع أنه متدين ويصلي ويحضر مجالس العلم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 774
 2008-05-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن صحَّ ما ذكرتِهِ عن زوجك، فهذا لا يجوز شرعاً، وهو نوع من أنواع الظلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي الصحيح: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّماً فلا تظالموا» رواه مسلم.

ولكن بالمقابل أقول:

في الغالب الأعم هذه الإساءة من الزوج للزوجة لا تأتي من فراغ، بل في الغالب الأعم يكون هناك تعدٍّ من الزوجة على حقوق الزوج، وخاصة عندما تتدخَّل المرأة في شؤون زوجها في الأمور المالية، وفي علاقاته مع أهله، أو تكون مقصِّرة في حق زوجها أو شؤون البيت وتربية الأولاد.

وأنا على يقين بأن مطالب أكثر الرجال من نسائهم هي الأمور التالية:

1ـ أن تكون محافظة على دينها وأخلاقها، وألا تتعدى حدود الله تعالى، وأن لا تتدخل فيما لا يعنيها.

2ـ أن تكون مهتمة بنفسها عند مجيء زوجها، ليشعر بالسكن النفسي، فلا يقع نظره إلا على حسن، ولا يشمّ إلا كل ريح طيب، ولا يسمع إلا كلمة حسنة.

3ـ أن تكون مهتمة بنظافة بيتها، وحسن تربية أبنائها.

فإن فعلت ذلك فإنها لا ترى إلا خيراً من زوجها بإذنه تعالى.

وفي تقديري أن القلة القليلة من الرجال هم الذين يتعدون على نسائهم، وأنا أنصحك يا أختاه:

أولاً: أن تلتزمي بهذه الأمور التي ذكرتها، وأن تصبري وتحتسبي الأمر عند الله تعالى.

ثانياً: أن تتفقدي نفسك في أيِّ معصية أنت واقعة فيها، فتوبي إلى الله تعالى من ذلك، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]. وكوني على ثقة بأنه إذا صحَّ الإيمان والعمل الصالح فلا بد من أن يجعل الله حياتك طيبة، ألم يقل مولانا جل جلاله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

ثالثاً: الإكثار من الدعاء لزوجك بأن يحوِّل الله حاله إلى أحسن حال، وأن يقلب قلبه إلى ما يرضيه عنه، لأن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، كما جاء في الحديث: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابِع الرحمن كقلبٍ واحدٍ يُصرِّفه حيث يشاء» رواه مسلم. فأكثري من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى في أن يصلح الله بينك وبينه.

وفي الختام أقول: لو التزم الزوجان بقول الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228] لسعدوا بإذن الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10621 مشاهدة