أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

322 - الصلاة على رجل مات على النفاق

02-05-2007 309 مشاهدة
 السؤال :
هل تجوز الصلاة على رجل مات على النفاق؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 322
 2007-05-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَهَلْ هُنَاكَ وَحْيٌ بَعْدَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَحْكُمَ عَلَى الإِنْسَانِ أَنَّهُ مُنَافِقٌ؟ المُنَافِقُ هُوَ الذي أَبْطَنَ الكُفْرَ وَأَظْهَرَ الإِيمَانَ، وَأَنَّى لَنَا أَنْ نَشُقَّ عَلَى قُلُوبِ النَّاسِ: «أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ؟».

وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى المُنَافِقِينَ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، حَتَّى نَزَلَ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.

فَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، وَكَانَ اللهُ تعالى أَعْلَمَهُ بِالمُنَافِقِينَ عَنْ طَرِيقِ الوَحْيِ، فَهَلْ يُوحَى إلى أَحَدٍ مِنَّا حَتَّى نَحْكُمَ عَلَى زَيْدٍ أَو عَمْرٍو بِالنِّفَاقِ؟

وَكَانَ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا مَاتَ مَيْتٌ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا حُذَيْفَةَ بْنُ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لِأَنَّهُ كَانَ كَاتِمَ سِرِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يَعْلَمُ المُنَافِقِينَ.

وبناء على ذلك:

تَجِبُ الصَّلَاةُ ـ وُجُوبَ كِفَايَةٍ ـ عَلَى مَنْ مَاتَ عَلَى الإِيمَانِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ نَحْكُمَ عَلَى إِنْسَانٍ بِأَنَّهُ مَاتَ عَلَى النِّفَاقِ لِأَنَّا لَا نَعْلَمُ الغَيْبَ، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِخَلْقِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ سُوءِ الظَّنِّ، وَأَنْ نَلْقَى اللهَ تعالى بِحُسْنِ الظَّنِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَلْقَاهُ بِسُوءِ الظَّنِّ، وَمَنْ أَخْطَأَ بِحُسْنِ الظَّنِّ كَانَ خَيْرَاً مِمَّنْ أَصَابَ بِسُوءِ الظَّنِّ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
309 مشاهدة
الملف المرفق