أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3574 - سبب عدم ذكر قصة استشهاد الحسين

16-12-2010 23965 مشاهدة
 السؤال :
لماذا لا يذكر العلماء قصة استشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه في يوم عاشوراء؟ خصوصاً أن الضحية فيها كانوا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3574
 2010-12-16

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن الحكمة أن يذكر للناس محاسن السلف، وأن يتقيد الخلف بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (اذكروا محاسن موتاكم).

لأن ذكر الخلافات قد تجعل في القلب شيئاً على سلف هذه الأمة، وربنا عز وجل وصف خلف هذه الأمة ـ بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار ـ بقوله: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}.

ألا ترى أن ذكر الخلافات هو مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ وقد يؤدي إلى وجود شيء في قلب المؤمن على سلف الأمة؟ ألا يكفينا قول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون}.

وما هي الفائدة التي يجنيها المؤمن من ذكر الخلافات؟

وهل العلماء تقصَّدوا إخفاء هذا عن المسلمين؟ إنهم يذكرون للمسلمين من سير السلف ما يُصلح حالهم وشأنهم ويجعل صدورهم سليمة.

ومحبة آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرض على الأمة، ونحن نحبهم جميعاً، ولكن الذي يغالي في محبة سيدنا الحسين رضي الله عنه، لماذا هو لا يذكر الحسن رضي الله عنه، ولا يذكر سيدنا علياً رضي الله عنه، بل لا يذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثل ذكره للحسين؟

نحن لا نذكر الخلافات من أجل سلامة قلوب الأمة على سلفها، واحترامها للمعاصرين حتى يكونوا كالجسد الواحد.

وأما إحياء سنة صيام يوم عاشوراء فهو اتباع واقتداء لما فعله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وليس لاستشهاد سيدنا الحسين فيه.

فأنا أنصحك بأن تكون من الصنف الثالث الذين ذكرهم الله تعالى بقوله: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}. حتى نلتزم الأدب مع المهاجرين الصادقين بشهادة الله، ومع الأنصار المفلحين بشهادة الله، وخاب وخسر من أساء الأدب مع سلف الأمة، ومن أساء الأدب مع سلف الأمة فلا شك ولا ريب بأنه يريد فتنةً لهذه الأمة.

سلف الأمة خرجوا من الدنيا إلى الله، لهم الذي لهم، وعليهم الذي عليهم، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الآخرين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
23965 مشاهدة