أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7623 - معنى: اللهم صَلِّ على سيدنا محمد

03-10-2016 3309 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى: اللهم صَلِّ على سيدنا محمد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7623
 2016-10-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ ذَكَرَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ قَوْلَهُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً﴾. قَالَ أَبُو العَالِيَةِ: صَلَاةُ اللهِ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ المَلاَئِكَةِ.

وعلى هَذَا يَكُونُ مَعْنَى: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ) يَعْنِي: اللَّهُمَّ أَثْنِ عَلَيْهِ، وَأَظْهِرْ شَرَفَهُ وَفَضْلَهُ وَحُرْمَتَهُ في المَلَأِ الأَعْلَى.

وَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾. يُبَارِكُونَ عَلَيْهِ. اهـ.

وَهَذَا لَا يُنَافِي تَفْسِيرَهَا بِالثَّنَاءِ وَإِرَادَةِ التَّكْرِيمِ وَالتَّعْظِيمِ، فَإِنَّ التَّبْرِيكَ مِنَ اللهِ تعالى يتَضَمَّنُ ذَلِكَ، وَلِهَذَا قَرَنَ بَيْنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَالتَّبْرِيكِ عَلَيْهِ (اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ).

وَقَالَتِ الْـمَلَائِكَة لِسَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾.

وَقَالَ سَيِّدُنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ نَفْسِهِ: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكَاً أَيْنَ مَا كُنْتُ﴾.

وبناء على ذلك:

فَالصَّلَاةُ مِنَ اللهِ تعالى على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هِيَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ في المَلَأِ الأَعلَى، وَالرَّحْمَةُ الخَاصَّةُ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَالصَّلَاةُ مِنَ المَلَائِكَةِ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الاسْتِغْفَارُ.

وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَّا هِيَ دُعَاءٌ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يُثْنِيَ عَلَيْهِ تَبَارَكَ وتعالى في المَلَأِ الأَعْلَى، وَلَا يُقَالُ: هَذَا تَحْصِيلُ حَاصِلٍ؛ بَلْ نَقُولُ: أُمِرْنَا بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِنَنَالَ أَجْرَ هَذِهِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَاً» رواه الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3309 مشاهدة