أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5994 - النظر إلى الفرج

02-11-2013 14514 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم نظر الرجل إلى فرج زوجته؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5994
 2013-11-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذَهَبَ جُمهورُ الفُقَهاءِ إلى جَوازِ نَظَرِ الزَّوجِ لِجَميعِ أجزاءِ بَدَنِ الزَّوجَةِ، كما يَجوزُ أن تَنظُرَ منهُ ما أُبيحَ له النَّظَرُ إلَيهِ منها، لما روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عنهُم قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟

قَالَ: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟

قَالَ: «إِن اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَيَنَّهَا».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِياً؟

قَالَ: «اللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِن النَّاسِ».

وصَرَّحَ بَعضُ الفُقَهاءِ منهُمُ الشَّافِعِيَّةُ بِكَراهَةِ النَّظَرِ إلى الفَرجِ مُطلَقاً، ولو من نَفسِهِ بلا حاجَةٍ، لما رَوَتِ السَّيِّدَةُ عائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها قالَت: مَا رَأيتُ منهُ ولا رَأى مِنِّي. رواه ابن سعد في الطَّبقات.

وبناء على ذلك:

فالنَّظَرُ إلى عَورَةِ المَرأةِ من زَوجِها جائِزٌ بالاتِّفاقِ، وكذلكَ بالنِّسبَةِ للمَرأةِ من زَوجِها.

ولكن تَرْكُ ذلكَ أَولى تَأَدُّباً، وذلكَ لِقَولِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ، وَلَا يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعَيْرَيْنِ» رواه ابن ماجه عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ. العَيْر: حِمارُ الوَحشِ.

وفي روايَةٍ للطبراني في الكبير عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتُرْ عَلَيْهِ، وَعَلَى أَهْلِهِ، وَلا يَتَعَرَّيَانِ تَعَرِّي الْحَمِيرِ». وهذهِ الأحاديثُ ضَعيفَةٌ، ولا يَصِحُّ الاستِدلالُ بها على الوُجوبِ، بل تُحمَلُ على الاستِحبابِ.

وجاءَ في الدُّرِّ المختار: والأولى تَركُهُ لأنَّهُ يُورِثُ النِّسيانَ؛ وأضافَ آخَرونَ أنَّهُ يُضعِفُ البَصَرَ. اهـ

وهذا لم يَثبُت به نَصٌّ من كِتابٍ ولا سُنَّةٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14514 مشاهدة