أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7995 - قراءة الإنجيل

29-04-2017 1821 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان المؤمن أن يقرأ الإنجيل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7995
 2017-04-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ بَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في القُرْآنِ العَظِيمِ أَنَّ الإِنْجِيلَ الذي أَنْزَلَهُ اللهُ تعالى عَلَى سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدْ حَرَّفَهُ قَوْمُهُ، قَالَ تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقَاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.

وَقَالَ تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنَاً قَلِيلَاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾.

وَقَدْ أَنْكَرَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَمَا قَرَأَ بَعْضَ كُتُبِ أَهْلِ الكِتَابِ، روى الإمام أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الكِتَابِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَغَضِبَ وَقَالَ: «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ (أَيْ: أَمُتَحَيِّرُونَ في دِينِكُمْ حَتَّى تَأْخُذُوا العِلْمَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِكُمْ وَنَبِيِّكُمْ) وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيَّاً، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي».

وبناء على ذلك:

فَلِلَّهِ الحَمْدُ أَنَّ اللهَ تعالى أَكْرَمَنَا بِشَرْعٍ قَالَ فِيهِ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينَاً﴾. وَقَالَ فِيهِ: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.

وَالحَمْدُ للهِ الذي صَانَ شَرْعَنَا عَنْ كُلِّ تَحْرِيفٍ أَو تَبْدِيلٍ، لِذَا لَا يَنْبَغِي للمُؤْمِنِ أَنْ يَنْشَغِلَ عَنِ القُرْآنِ الكَرِيمِ بِغَيْرِهِ مِنَ الكُتُبِ التي حُرِّفَتْ، وَاخْتَلَطَ فِيهَا الحَقُّ مَعَ البَاطِلِ.

لَقَدْ حَرَّفُوا كُتُبَهُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيَّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنَاً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرَاً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلَاً﴾. وَالقَائِلِ: ﴿وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1821 مشاهدة