أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1369 - كيفية التحية عند دخول المنزل

30-08-2008 11593 مشاهدة
 السؤال :
ما هي كيفية التحية عند دخول المنزل بين الولد وأبيه وأمه، والبنت وأبيها وأخيها، وكيف يكون استقبال المسافر من هؤلاء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1369
 2008-08-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ}. أي إذا دخلتم بيتاً من البيوت السابقة بالذكر، وهي قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاَتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ الله مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}. فابدؤوا بالسلام على أهلها الذين هم منكم ديناً وقرابة، وهذه الآية الكريمة تشمل الفروع والأصول والأقارب.

وأخرج الإمام الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بُنَي إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ).

ويقول قتادة: إذا دخلت على أهلك فسلِّم عليهم، وإذا دخلت بيتاً ليس فيه أحد، فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والسلام سبب من أسباب التحابب ودخولِ الجنة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ) رواه مسلم.

وأفضل صيغةٍ للسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عن أنس رضي الله عنه قال: (كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلقة إذ جاء رجل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم، قال: السلام عليكم، فردَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال: فلما جلس الرجل قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، قال: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: كيف قلت فردَّ على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبوها، فبادروا كيف يكتبونها، حتى رفعوا إلى ذي العزة فقال: اكتبوها كما قال عبدي) رواه النسائي. هذا أولاً.

ثانياً: وتستحب المصافحة عند اللقاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا) رواه أبو داود.

وما أجمل هذا إذا طُبِّقَ خاصة بين أفراد الأسرة الواحدة، بين الزوجين، وبين الآباء والأمهات مع الأبناء، والأجمل في حق الأبناء تقبيل يد الأبوين.

ثالثاً: ويستحب قيام الولد لوالديه، والإخوة لأخواتهم وبالعكس، لأن هذا من الاحترام، والاحترام مطلوب شرعاً وأدباً، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قَالَتْ: (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلاًّ وَهَدْيًا بِرَسُولِ الله فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا) رواه الترمذي.

رابعاً: ويستحب عند القدوم من السفر، عندما يستقبل المقيم المسافر أن يعانقه، يعانق الرجالُ الرجالَ، والنساءُ النساء، ولا حرج أن يعانق الأصُولُ الفروعَ، والفروعُ الأصولَ.

وقد ذكر الشعبي أنَّ أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا التقوا صافحوا فإذا قدموا من السفر عانق بعضهم بعضاً. رواه البيهقي.

وبناء على ذلك:

فالتحيّة بين أفراد الأسرة تكون بلفظ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويستحب أن تكون المصافحة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

وإذا قدم أحد من أفراد الأسرة من سفر عانق المقيمُ المسافرَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11593 مشاهدة