أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4084 - رأت زوجها يزني فهل يحقُّ لها ملاعنته

19-07-2011 2317 مشاهدة
 السؤال :
إذا رأت المرأة زوجها يزني ـ والعياذ بالله تعالى ـ فهل يجوز لها أن تطلب منه الملاعنة لإثبات زناه أو براءته؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4084
 2011-07-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِين * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِين * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِين﴾ [النور: 6ـ9].

فَاللِّعَانُ خَاصٌّ بِالزَّوْجِ الذي يَرْمِي زَوْجَتَهُ بِجَرِيمَةِ الزِّنَى بِدُونِ شُهُودٍ، وَجُعِلَ اللِّعَانُ مِنْ حَقِّ الزَّوْجِ لَا مِنْ حَقَّ الزَّوْجَةِ مِنْ أَجْلِ النَّسَبِ، لِأَنَّهُ بِاللِّعَانِ يَدْفَعُ نَسَبَ وَلَدِ الزِّنَى عَنْهُ.

فَالرَّجُلُ عِنْدَمَا يَرَى زَوْجَتَهُ تَزْنِي ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفِيَ عَنْهُ الوَلَدَ الذي سَتَأْتِي بِهِ، فَإِذَا رَفَعَ أَمْرَهَا للقَاضِي، يَكُونُ قَاذِفَاً لِزَوْجَتِهِ، وَيَحْتَاجُ إلى أَرْبَعَةِ شُهُودٍ، وَإِلَّا الحَدُّ في ظَهْرِهِ، فَجَاءَ التَّشْرِيعُ بِاللِّعَانِ لِنَفْيِ الوَلَدِ عَنْهُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَاللِّعَانُ شُرِعَ للزَّوْجِ الذي يَرَى زَوْجَتَهُ تَخُونُهُ، وَذَلِكَ مِنْ أَجْلِ رِعَايَةِ نَسَبِهِ، وَلَمْ يُشْرَعْ للمَرْأَةِ، فَالمَرْأَةُ التي تَرَى زَوْجَهَا يَزْنِي ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ لَيْسَ مِنْ حَقِّهَا أَنْ تَطْلُبَهُ للمُلَاعَنَةِ، وَلَكِنْ لَهَا الخَيَارُ أَنْ تَصْبِرَ عَلَى زَوْجِهَا، وَتُحَاوِلَ إِعْفَافَهُ عَنِ الحَرَامِ مَا اسْتَطَاعَتْ إلى ذَلِكَ سَبِيلَاً، وَأَنْ تُذَكِّرَهُ بِاللهِ تعالى، وَتُذَكِّرَهُ بِعَوَاقِبِ هَذِهِ الجَرِيمَةِ، أَو تَطْلُبَ المُخَالَعَةَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَفْدِيَ نَفْسَهَا مِنْهُ، وَإِنْ زَنَى الرَّجُلُ لَا يُلْحَقُ العَارُ بِالزَّوْجَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2317 مشاهدة
الملف المرفق