أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6185 - أخبر ابنته بقول الكاهن

05-03-2014 10088 مشاهدة
 السؤال :
تأخرت ابنتي في الزواج، فذهبت إلى كاهن، فأخبرني بأن ابنتي إن تزوجت فسوف تكون حياتها حياة شقاء، فالأفضل أن لا أزوجها، وأخبرت ابنتي بذلك فصارت قلقة لهذا الأمر، فماذا أفعل بعد الوقوع في هذه الجريمة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6185
 2014-03-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الكُهَّانُ والعَرَّافونَ والمُشَعوذونَ يَتَعَامَلونَ مَعَ الجِنِّ، والذَّاهِبُ إلَيهِم بِدونِ تَصديقٍ لَهُم لا يَقبَلُ اللهُ لهُ صَلاةً أربَعينَ لَيلَةً، فإن صَدَّقَهُ العَبدُ فيما قالَ فقد خَرَجَ من المِلَّةِ، لأنَّهُ صَدَّقَ الكَاهِنَ بأنَّهُ يَعلَمُ الغَيبَ.

روى الإمام مسلم عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً».

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى كَاهِناً أَوْ عَرَّافاً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

ثانياً: يَقولُ رَبُّنا عزَّ وجلَّ آمِراً عِبادَهُ: ﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ﴾. والأيِّمُ من لا زَوجَ لهُ، من الرِّجالِ ومن النِّساءِ.

والنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَغَّبَنا في النِّكاحِ، فقال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رواه الشيخان عن عَبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُ. والنِّساءُ يَدخُلْنَ تَحتَ هذا الأمرِ.

وبناء على ذلك:

فَعَلَيكَ أن تَتوبَ إلى الله عزَّ وجلَّ من هذهِ المَعصِيَةِ، وإن كُنتَ قد صَدَّقْتَ الكَاهِنَ فيما قالَهُ، وَجَبَ عَلَيكَ أن تُجَدِّدَ إسلامَكَ وعَقْدَ نِكاحِكَ، وأن تَستَغفِرَ اللهَ تعالى، وأن تَنصَحَ ابنَتَكَ بأنَّ قَولَ الكَاهِنِ ما هوَ إلا قَولُ شَياطِينٍ من شَياطِينِ الإنسِ يَحرُمُ تَصديقُهُ، وأن تُصَدِّقَ اللهَ ورَسولَهُ، وأن تُحسِنَ الظَّنَّ بالله تعالى، ومن تابَ تابَ اللهُ عَلَيهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10088 مشاهدة