10ـ أخلاق وآداب: آداب المريض

10ـ أخلاق وآداب: آداب المريض

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

الإنسان مبتلى:

فإن أوَّل ما يجب أن نعلمه هو أنَّ الإنسان خُلِق في هذه الحياة الدنيا للابتلاء، قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ}. وقال أيضاً: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين}. هذا بشكل عام لكلِّ إنسان، وربما أن يشتدَّ البلاء على العبد المؤمن أكثر من غيره، والأنبياء أشدُّ الناس ابتلاءً، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) رواه الإمام أحمد. ويقول صلى الله عليه وسلم: (يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الإمام أحمد.

من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله العافية، ويدعو الله عز وجل فيقول صلى الله عليه وسلم: (اللهم عافني في ديني، وعافني في جسدي، وعافني في بصري، واجعله الوارث مني، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان رب السماوات السبع ورب العرش الكريم، الحمد لله رب العالمين) رواه ابن أبي شيبة.

عن عبد الله بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: (اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللهمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي) رواه أبو داود.

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، فقال: (إن الله يأمرك أن تدعو بهؤلاء الكلمات فإنه معطيك إحداهن: اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بليتك، أو خروجا من الدنيا إلى رحمتك) رواه الحاكم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصى سلمان الخير، فقال: (يا سلمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يمنحك كلمات تسألهن الرحمن، وترغب إليه فيهن، وتدعو بهن في الليل والنهار، قل: اللهم إني أسألك صحة في إيمان، وإيماناً في حسن خلق، ونجاحاً يتبعه فلاح ورحمة منك، وعافية ومغفرة منك ورضواناً) رواه الحاكم.

فوائد المرض:

أولاً: المرض قضاءُ خيرٍ في حقِّ المؤمن:

يجب على المؤمن أن يعلم بأنَّ قضاء الله عز وجل وقدره دائماً وأبداً هو خير في حقه، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم. هذا أولاً.

ثانياً: المرض يذهب بخطايا المريض:

جاء في الحديث الشريف عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ رضي الله عنها قَالَتْ: (عَادَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَرِيضَةٌ، فَقَالَ: أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلاءِ فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ الله بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) رواه أبو داود.

ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَا يُصِيبُ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا غَمٍّ وَلا أَذًى حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا، إِلا كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) رواه الإمام أحمد.

ثالثاً: المريض بمعيَّة الله عز وجل:

إذا ذهبت العافية وهي نعمة من نعم الله تعالى، كان الله تعالى عند المريض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا بْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا بْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ يَا بْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي) رواه مسلم.

رابعاً: المرض يرفع درجات العبد المؤمن:

بالمرض تُرفع درجات المريض عند الله عز وجل إن صبر، كما جاء في الحديث الشريف، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْهُ) رواه الإمام أحمد.

خامساً: المرض يوقف العبد على باب مولاه:

بالمرض يقف العبد المؤمن على باب مولاه متضرعاً خاشعاً، يُظهر عبوديته بين يدي الله عز وجل، وهذه من نعمة الله الباطنة التي أشار إليها مولانا عز وجل بقوله:{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}. قال بعض العلماء: النعمة الباطنة ما جاءت للعبد بثوب مصيبة، ظاهرها نقمة وباطنها نعمة، لأنَّها تجعل العبد في حالة انكسار بين يدي الله عز وجل.

آداب المريض:

أولاً: أن يعلم أن المرض من عند الله عز وجل:

يجب أن يعتقد المؤمن بأنَّ المرض من عند الله عز وجل، وأنَّ الله تعالى هو المُقدِّر، والمُقَدَّر كائن لا ينمحي، قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا}. ويقول صلى الله عليه وسلم: (وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) رواه الترمذي. وقال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}.

وكذلك يجب عليه أن يعتقد بأنَّ الشافي إنما هو الله عز وجل، قال تعالى حكاية على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين}. ولكن يجب علينا أن نأخذ بالأسباب دون الاعتماد عليها، لأنَّ الاعتماد على الأسباب شرك، فالله تعالى هو خالق الداء والدواء والشفاء، قال صلى الله عليه وسلم: (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إِلا السَّاْم) وهو الموت. رواه الإمام أحمد.

ثانياً: أن يأخذ الدواء.

لأنَّ أخذ الدواء مشروع، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا، وَلا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ) رواه أبو داود.

ومن جملة الدواء الصدقة التي حضَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ) رواه البيهقي والطبراني.

ثالثاً: أن يرقي نفسه بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لأنَّه ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، لأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي) رواه مسلم.

رابعاً: أن يمسح المريض بيده اليمنى مكان دائه.

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبْ الْبَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه البخاري ومسلم.

وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ ثَلاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ) رواه مسلم.

خامساً: ترك الشكوى.

من السنة في حق المريض ترك الشكوى وأن يتحلى بالصبر، لأنَّ البلاء على قَدْرِ المقام، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلانِ مِنْكُمْ، قَالَ: فَقُلْتُ ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَجَلْ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلا حَطَّ اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا) رواه مسلم.

عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي) رواه مسلم.

سادساً: أن يستعين على ذلك بالصبر والصلاة.

على المريض أن يتذكَّر قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين}. وليتذكر هذا العبدُ المبتلى قصةَ سيدنا عروة بن الزبير رضي الله عنه، قال سفيان بن عيينة رضي الله عنه، عن هشام بن عروة رضي الله عنه: خرج عروة بن الزبير إلى الوليد بن عبد الملك، فخرجت برجله آكلة فقطعها، وسقط ابن له عن ظهر بيت، فوقع تحت أرجل الدواب فقطعته، فأتاه رجل يعزيه، فقال: بأي شيء تعزيني ؟ ولم يدر بابنه.

فقال له رجل: ابنك يحيى قطعته الدواب، قال: وايم الله لئن كنتَ أخذتَ، لقد أعطيتَ، ولئن كنتَ ابتليتَ لقد عافيتَ، وقال: {لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}. تهذيب الكمال.

ويقول بعض الصالحين: أغلقوا أبواب الحزن بمسامير الرضا عن الله عز وجل، لأنَّكم إذا ألفتم الحزن وعشقتموه أدامه الله عليكم ـ لا قدَّر الله ـ لأنَّ الله عز وجل يعطي كل عبد بغيته، فمن أراد الرضا عن الله في قضائه وقدره منحه الله إياه ومن أراد الحزن ـ لا قدَّر الله ـ أعطاه الله إياه.

وانظروا إلى عبد من عباد الله صحابيٍّ جليلٍ واسمه عمران بن حصين ابتلاه الله بالمرض ثلاثين عاماً، وكان قد استسقى بطنه، فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة لا يقوم ولا يقعد، قد نقب له في سرير من جريد كان عليه موضع لقضاء حاجته، فدخل عليه مُطرِّف وأخوه العلاء، فجعل يبكي لما يراه من حاله، فقال: لم تبكي؟ قال: لأني أراك على هذه الحالة العظيمة، قال: لا تبك، فإن أحبه إلى الله تعالى أحبه إلي. رواه البيهقي وغيره.

سابعاً: رد المظالم إلى أهلها.

من الواجب على العبد المؤمن أن يردَّ المظالم إلى أهلها في هذه الحياة الدنيا، حتى يخرج من الدنيا وذمَّته بريئة بين يدي الله عز وجل من حقوق العباد، لأنَّ حقوق العباد مبنيَّة على المشاحَّة، وحقوق الله عز وجل مبنيَّة على المسامحة، فالسعيد الموفَّق الذي يردُّ المظالم إلى أهلها.

وقد ورد عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: أَلا تَدْعُو اللَّهَ لِي يَا بْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ) وَكُنْتَ عَلَى الْبَصْرَةِ. رواه مسلم.

معنى قوله: وكنت على البصرة: أنَّك لست بسالم من الغلول، ـ السرقة ـ فقد كنت والياً على البصرة، وتعلَّقت بك تبعات من حقوق الله عز وجل وحقوق العباد، ولا يُقبل الدعاء لمن هذه صفته، كما لا تقبل الصدقة والصلاة إلا من متصون.

والظاهر من كلام ابن عمر رضي الله عنهما ـ والله أعلم ـ أنَّه قصد زجر ابن عامر وحثه على التوبة، وحرضه على الإقلاع عن المخالفات، ولم يُرد القطع حقيقة بأنَّ الدعاء للفُسَّاق لا ينفع، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم والسلف والخلف يدعون للكفار وأصحاب المعاصي بالهداية والتوبة.

ثامناً: أن يعفو عمن أساء إليه.

لأنَّ خلق المسلم العفو والصفح عمن أساء إليه، لأنَّه يتمثل قول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين}. وقول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين}. وقول الله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم}.

ويتمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذي.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ) رواه أحمد.

هذا بشكل عام وبشكل خاص في ساعة المرض، لأنَّ المريض بأمسِّ الحاجة لأن يعاملَه الله تعالى بالفضل لا بالعدل، ومن كان حريصاً على أن يعامله الله تعالى بالفضل فليعامل خلق الله عز وجل بالفضل لا بالعدل، لأنَّ هذا من مصلحة العبد، ولذلك جاء التوجيه من الله تعالى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى البيهقي في دلائل النبوة عن محمد بن كعب القرظي قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بالحال التي هو بها حين مُثِّل به، قال: (لئن ظفرت بقريش لأمَثِّلنَّ بثلاثين منهم)، فلما رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما به من الجزع قالوا: لئن ظفرنا بهم لنمثلنَّ بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد، فأنزل الله عز وجل: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} إلى آخر السورة، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وجاء التوجيه بعد ذلك للأمة كلها بقول الله تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}. بلى والله نحب أن يغفر الله لنا، ومن صدق في محبة مغفرة الله له فليغفر لمن أساء إليه.

مرض قيس بن سعد بن عبادة فاستبطأ إخوانه، فسأل عنهم فقيل: إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين، فقال: أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة، ثم أمر منادياً فنادى من كان عليه لقيس بن سعد حق فهو منه بريء، قال: فانكسرت درجته بالعشي لكثرة من زاره وعاده.اهـ.

سبحان الله ما أجمل الفضل في التعامل، وخاصة لمن كان مريضاً وهو بحاجة إلى رحمة الله عز وجل، فمن آداب المريض أن يعفو عمن أساء إليه، وأن يعلمه بذلك.

تاسعاً: أن يكتب وصيته.

العبد بحاجة إلى زيادة في القربات والحسنات، وأن يتدارك ما سلف من تفريطٍ في حياته من أعمال الخير، لأنَّ الإنسان مغرور بأمله مقصِّر في عمله، فإذا عرض له المرض وخاف البيان احتاج إلى تلافي ما فرط منه من التفريط بماله.

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ زِيَادَةً لَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ) رواه أحمد.

وعن ابن عمر أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ ثَلاثَ لَيَالٍ إِلا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ). قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ إِلا وَعِنْدِي وَصِيَّتِي. رواه مسلم.

فيا أخي الحبيب: إذا كانت كتابة الوصية مستحبَّة للسليم، فكيف لا تكتبها وأنت مريض، وخاصة الوصية الواجبة إذا كان عليك حقوق لله عز وجل من زكاة أو نذر أو كفارة أو حج، أو حقوق للعباد؟ فلا تضيِّع حقوق الله تعالى ولا حق أحد من الخلق، وأوص بشيء من مالك بعد ذلك، وعلى أن لا يتجاوز ثلث التركة، وليكن صدقة جارية أو في علم يُنتفع به. هذا إذا كنت غنياً، أما إذا كنت ذا مال قليل ولك ورثة فقراء فالأفضل ألا توصي وصيةَ نافلة، لقوله صلى الله عليه وسلم لسعد رضي الله عنه: (إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ) رواه البخاري ومسلم، لأن الوصية في هذه الحالة تكون صلةً للأباعد، وتركاً للأقارب، وإذا تركت الوصية في هذه الحالة تكون وصلتَ أقاربكَ، وهذا الأفضل.

ولا توص لأحد من الورثة، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ أَلا لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ) رواه ابن ماجه.

وأوصِ أصولك وفروعك وزوجك بتقوى الله عز وجل من بعدك، وأن يذكروك بدعوة صالحة، وأن يكونوا ممن التزم شرع الله تعالى، وأن يكونوا متماسكين متعاونين على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان، وأن يوزعوا التركة بعد الموت مباشرة وألا يؤخروا ذلك حتى لا يتقاطعوا.

وأشهد على وصيتك ولتكن وصيتك بوضوح لا غموض فيها، وليكن وصيُّك ممن يخاف الله عز وجل.

وصايا لمن شعر بدنوِّ أجله:

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب الأذكار:

باب ما يقوله من أيس من حياته. روينا في كتاب الترمذي، وسنن ابن ماجه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الموت، وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: (اللهم أعني على غمرات الموت، وسكرات الموت).

وروينا في صحيحي البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلي يقول: (اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى).

ويستحب أن يكثر من القرآن والأذكار، ويكره له الجزع، وسوء الخلق، والشتم، والمخاصمة، والمنازعة في غير الأمور الدينية.

ويستحب أن يكون شاكراً لله تعالى بقلبه ولسانه، ويستحضر في ذهنه أن هذا الوقت آخر أوقاته من الدنيا، فيجتهد على ختمها بخير، ويبادر إلى أداء الحقوق إلى أهلها: من رد المظالم والودائع والعواري، واستحلال أهله: من زوجته، ووالديه، وأولاده، وغلمانه، وجيرانه، وأصدقائه، وكل من كانت بينه وبينه معاملة أو مصاحبة، أو تعلق في شيء.

وينبغي أن يوصي بأمور أولاده إن لم يكن لهم جدٌّ يصلح للولاية، ويوصي بما لا يتمكن من فعله في الحال، من قضاء بعض الديون ونحو ذلك.

وأن يكون حسن الظن بالله سبحانه وتعالى أنه يرحمه، ويستحضر في ذهنه أنه حقير في مخلوقات الله تعالى، وأن الله تعالى غني عن عذابه وعن طاعته، وأنه عبده، ولا يطلب العفو والإحسان والصفح والامتنان إلا منه.

ويستحب أن يكون متعاهداً نفسه بقراءة آيات من القرآن العزيز في الرجاء، ويقرؤها بصوت رقيق، أو يقرؤها له غيره وهو يستمع.

وكذلك يستقرئ أحاديث الرجاء، وحكايات الصالحين وآثارهم عند الموت، وأن يكون خيره متزايداً، ويحافظ على الصلوات، واجتناب النجاسات، وغير ذلك من وظائف الدين، ويصبر على مشقة ذلك، وليحذر من التساهل في ذلك، فإن من أقبح القبائح أن يكون آخر عهده من الدنيا التي هي مزرعة الآخرة التفريطَ فيما وجب عليه أو ندب إليه.

وينبغي له أن لا يقبل قول من يخذله عن شيء مما ذكرناه، فإن هذا مما يبتلى به، وفاعل ذلك هو الصديق الجاهل العدو الخفيّ، فلا يقبل تخذيله، وليجتهد في ختم عمره بأكمل الأحوال.

ويستحب أن يوصي أهله وأصحابه بالصبر عليه في مرضه، واحتمال ما يصدر منه، ويوصيهم أيضا بالصبر على مصيبتهم به، ويجتهد في وصيتهم بترك البكاء عليه، ويقول لهم: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الميت يعذب ببكاء أهله عليه) [رواه مسلم] فإياكم يا أحبائي والسعيَ في أسباب عذابي.

ويوصيهم بالرفق بمن يخلفه من طفل وغلام وجارية وغيرهم، ويوصيهم بالإحسان إلى أصدقائه ويعلمهم أنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه) [رواه مسلم]. وصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان يكرم صواحبات خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها) رواه البخاري.

ويستحب استحباباً مؤكداً أن يوصيهم باجتناب ما جرت العادة به من البدع في الجنائز، ويؤكد العهد بذلك.

ويوصيهم بتعاهده بالدعاء وأن لا ينسوه بطول الأمد.

ويستحب له أن يقول لهم في وقت بعد وقت: متى رأيتم مني تقصيراً في شيء فنبِّهوني عليه برفق، وأدوا إليَّ النصيحة في ذلك، فإني معرض للغفلة والكسل والإهمال، فإذا قصرت فنشِّطوني، وعاونوني على أهبة سفري هذا البعيد.

وإذا حضره النزع، فليكثر من قول: لا إله إلا الله، ليكون آخر كلامه. فقد روينا في الحديث المشهور في سنن أبي داود وغيره، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة). قال الحاكم أبو عبد الله في كتابه المستدرك على الصحيحين: هذا حديث صحيح الإسناد.

خاتمة: نسأل الله تعالى حسنها.

أخي الحبيب المريض: أسأل الله تعالى لنا ولكم الصحة والعافية وحسن الختام، ونرجو الله عز وجل أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه وهو راضٍ عنا.

أخي الحبيب المريض: تذكَّر أنَّك في نعمة عظيمة فما أبقاه الله أكثر مما أخذ، وما أخذه منك من صحة وعافية لك في ذلك أجر عظيم إن شاء الله تعالى، فاحتسب الأمر عند الله تعالى، وقل: إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك أوسع لي.

أخيراً: أرجوك يا أخي الحبيب دعوة صالحة بظهر الغيب، لأني والله بأمس الحاجة إلى دعاء الصالحين. اللهم استجب آمين آمين آمين.

أخوكم أحمد شريف النعسان

يرجوكم دعوة صالحة

**     **     **

 2008-11-17
 23946
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أخلاق و آداب

08-10-2020 977 مشاهدة
59ـ آداب المريض (4)

لَقَدْ ذَكَرْنَا في الدُّرُوسِ المَاضِيَةِ أَنَّ مِنْ آدَابِ المَرِيضِ: 1ـ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ المَرَضَ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. 2ـ أَنْ يَأْخُذَ الدَّوَاءَ. 3ـ أَنْ يَرْقِيَ نَفْسَهُ بِمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى ... المزيد

 08-10-2020
 
 977
08-10-2020 627 مشاهدة
58ـ آداب المريض (3)

لَقَدْ ذَكَرْنَا في الدُّرُوسِ المَاضِيَةِ أَنَّ مِنْ آدَابِ المَرِيضِ: 1ـ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ المَرَضَ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. 2ـ أَنْ يَأْخُذَ الدَّوَاءَ. 3ـ أَنْ يَرْقِيَ نَفْسَهُ بِمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى ... المزيد

 08-10-2020
 
 627
11-03-2020 1063 مشاهدة
57ـ آداب المريض (2)

مِنَ الوَاجِبِ عَلَى العَبْدِ المُؤْمِنِ أَنْ يَرُدَّ المَظَالِمَ إلى أَهْلِهَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَذِمَّتُهُ بَرِيئَةٌ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حُقُوقِ العِبَادِ، لِأَنَّ حُقُوقَ ... المزيد

 11-03-2020
 
 1063
05-03-2020 1105 مشاهدة
56ـ آداب المريض (1)

ا يُقَدِّرُ نِعْمَةَ اللهِ تعالى إِلَّا مَنْ فَقَدَهَا، فَالصِّحَّةُ مِنْ أَجَلِّ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا، لَا يُقَدِّرُهَا إِلَّا المَرْضَى، فَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ قَدْ غَفَلْنَا عَنْهَا؟ وَكَمْ مِنَ النِّعَمِ قَدْ قَصَّرْنَا بِوَاجِبِ شُكْرِهَا، ... المزيد

 05-03-2020
 
 1105
16-01-2020 1649 مشاهدة
55ـ أبشر أيها المريض

لَقَدْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَبَيَّنَ لَنَا الغَايَةَ مِنْ خَلْقِنَا، فَقَالَ: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. وَمِنَ العِبَادَةِ الصَّبْرُ عَلَى الابْتِلَاءَاتِ ... المزيد

 16-01-2020
 
 1649
08-01-2020 1498 مشاهدة
54ـ آداب النظر (2)

إِسْلَامُنَا لَا يَرْضَى لَنَا أَنْ نَأْتِيَ الفَوَاحِشَ، بَلْ يَنْهَى عَنْ قُرْبَانِهَا فَضْلَاً عَنْ إِتْيَانِهَا، وَهُوَ يُحَرِّمُ الوَسَائِلَ، وَيَسُدُّ الأَبْوَابَ التي تُؤَدِّي إِلَيْهَا، لِهَذَا جَاءَتْ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، وَنُصُوصٌ ... المزيد

 08-01-2020
 
 1498

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412723646
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :