378ـ خطبة الجمعة: {لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين}

378ـ خطبة الجمعة: {لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين}

 

 378ـ خطبة الجمعة: ﴿لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين﴾

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عباد الله، رَبُّنا عزَّ وجلَّ فَعَّالٌ لما يُريدُ، ولا يُسأَلْ عمَّا يَفعَلُ، وهُم يُسأَلونَ، رَبُّنا عزَّ وجلَّ وجَلَّت قُدرَتُهُ كُلَّ يَومٍ هوَ في شَأنٍ، رَبُّنا عزَّ وجلَّ يَرفَعُ من يَشاءُ، ويَضَعُ من يَشاءُ، يُعِزُّ من يَشاءُ، ويُذِلُّ من يَشاءُ، يُؤتي مُلكَهُ من يَشاءُ، ويَنزِعُهُ عمَّن يَشاءُ.

رَبُّنا عزَّ وجلَّ يُؤَمِّنُ من أرادَ، ويُخيفُ من أرادَ، رَبُّنا عزَّ وجلَّ كُلَّ يَومٍ هوَ في شَأنٍ، يَشفي مَريضاً، ويُميتُ حَيَّاً، يَنصُرُ مَظلوماً، ويَقصِمُ جَبَّاراً، يَغفِرُ ذَنباً، ويُفَرِّجُ كَرباً، يَفعَلُ ما يَشاءُ، وما أرادَهُ كانَ، وما لم يُرِدْهُ لم يَكُنْ.

يا عباد الله، من عَرَفَ اللهَ تعالى استَراحَ قَلبُهُ، واطمَأَنَّ إلَيهِ، ونَحنُ في هذهِ الأيَّامِ الصَّعبَةِ والقَاسِيَةِ بأمَسِّ الحَاجَةِ إلى العَودَةِ لله تعالى، واللُّجوءِ إلَيهِ، فمن عادَ إلى الله تعالى، ولَجَأَ إلَيهِ فقد أوَى إلى رُكنٍ شَديدٍ.

يا عباد الله، إنَّ التَّسليمَ لله عزَّ وجلَّ، وتَفويضَ الأمرِ إلَيهِ بَعدَ الأخذِ بالأسبابِ من شَأنِهِ أن يُريحَ القَلبَ، ويُطَمئِنَ النَّفسَ، وبذلكَ تَجِدُ القُلوبَ أثبَتَ ما تَكونُ في الأزَماتِ والشَّدائِدِ، لأنَّ هذا العَبدَ يَأوي إلى رُكنٍ شَديدٍ.

نادِ الرَّبَّ بِدُعاءِ الكَربِ:

يا عباد الله، كم وكم نَحنُ بَأَمَسِّ الحَاجَةِ لِلُّجوءِ إلى الله تعالى في هذهِ الأزمَةِ التي يَقولُ اللهُ تعالى فيها وفي أمثالِها: ﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ الله كَاشِفَة﴾.

كم وكم نَحنُ بَأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى التَّضَرُّعِ رِجالاً ونِساءً، آباءَ وأبناءَ وأُمَّهاتٍ، حُكَّاماً ومَحكومينَ، كم وكم نَحنُ بَأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى صِدْقِ التَّوبَةِ لله عزَّ وجلَّ، وصِدْقِ القَولِ مَعَ النِّيَّةِ الصَّادِقَةِ.

يا عباد الله، إذا حَلَّ الهَمُّ، وخَيَّمَ الغَمُّ، واشتَدَّ الكَربُ، وعَظُمَ الخَطبُ، وضَاقَتِ السُّبُلُ، فَنَادِ الرَّبَّ بِدُعاءِ الكَربِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، لَا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمَّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللهُ عنهُ.

يا عباد الله، لِنَطرُقْ بابَ مَولانا عزَّ وجلَّ في الهَمِّ والغَمِّ والكَربِ العَظيمِ، وشِدَّةِ الخَوفِ من المَخلوقاتِ، ولنَقُلْ: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَاراً مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعاً، أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ» رواه الترمذي عن بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

يا عباد الله، رَحِمَ اللهُ تعالى من قالَ:

إنْ مَسَّنا الضُّرُّ أو ضَاقَت بِنَا الحِيَلُ   ***   فَـلَـن يَخِيـبَ لَـنَا في رَبِّنَا أَمَـلُ

اللهُ في كُلِّ خَـطْبٍ حَـسْبُنا وَكَـفَى   ***   إِلَيهِ نَـرفَـعُ شَـكـوَانَا وَنَـبتَهِـلُ

مَن ذا نَـلُوذُ به في كَـشْفِ كُـربَـتِنا   ***   ومَن عَلَيـهِ سِوَى الرَّحمنِ نَتَّكِلُ

فَافـزَعْ إلى الله واقـرَعْ بَابَ رَحمَتِـهِ   ***   فَهُوَ الرَّجاءُ لمن أَعيَت به السُّبُلُ

لمن تَدعو؟ قال: للذي في السَّماءِ:

يا عباد الله، يا أهلَ هذا البَلَدِ، يا من تَعيشونَ هذا الضِّيقَ والهَمَّ والكَربَ الشَّديدَ، هل دَفَعَنا هذا الوَاقِعُ المَريرُ للوُقوفِ بَينَ يَدَيِ الله عزَّ وجلَّ بِصِدْقٍ وإخلاصٍ على كُلِّ المُستَوَياتِ؟ هل هذا الوَاقِعُ المَريرُ دَفَعَ الأقوِياءَ والضُّعَفاءَ، الرِّجالَ والنِّساءَ، الأغنِياءَ والفُقَراءَ، الحُكَّامَ والمَحكومينَ، للوُقوفِ بِبابِ مَولانا عزَّ وجلَّ، أم ما زِلنا نُفَكِّرُ في أسبابٍ تَافِهَةٍ لاتُقَدِّمُ ولا تُؤَخِّرُ؟

اِسمَعْ يا من آمَنَ بالله تعالى رَبَّاً، وبالإسلامِ دِيناً، وبِسَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَبِيَّاً ورَسولاً، سُؤالَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ كانَ مُشرِكاً: قالَ لَهُ: « يا حُصَينُ، كَم تَعبُدُ من إلهٍ؟»

قال: سَبعَاً في الأرضِ وَوَاحِداً في السَّماءِ.

قال: «فَإِذا أَصَابَكَ الضُّرُّ، مَن تَدعُو؟»

قال: الذي في السَّماءِ.

قال: «فَيَستَجِيبُ لَكَ وَحْدَهُ وتُشرِكُهُم مَعَهُ، أَرَضِيتَهُ في الشُّكْرِ، أم تَخافُ أن يُغلَبَ عَلَيكَ؟»

قال: وَلا وَاحِدَةً من هَاتَينِ.

قال: وَعَلِمتُ أَنِّي لم أُكَلِّمْ مِثلَهُ.

قال: «يا حُصَينُ، أَسلِمْ تَسلَمُ». من كِتابِ حَياةِ الصَّحَابَةِ.

يا عباد الله، هذا المُشرِكُ كانَ على يَقينٍ بِقَرارَةِ نَفسِهِ أنَّ الأصنامَ لا تُقَدِّمُ ولا تُؤَخِّرُ، لا تَضُرُّ ولا تَنفَعُ ـ وهذهِ هيَ عَقيدَةُ المُؤمِنِ ـ كانَ هذا العَبدُ إذا وَقَعَ في أزمَةٍ وشِدَّةٍ وكَربٍ وهَمٍّ وغَمٍّ التَجَأَ إلى الله تعالى مَعَ شِرْكِهِ ـ والعِياذُ بالله تعالى ـ

يا عباد الله، ألا تَرَونَ أنَّ هذا هوَ الوَاجِبُ على العَبدِ المُؤمِنِ، وهوَ أَولَى بذلكَ من العَبدِ المُشرِكِ، لأنَّ المُؤمِنَ يَعتَقِدُ اعتِقاداً جَازِماً بِقَولِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَو اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَو اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَت الْأَقْلَامُ، وَجَفَّت الصُّحُفُ» رواه الإمام أحمد عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

﴿لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾:

يا عباد الله، الكَثيرُ من هذهِ الأُمَّةِ يَدعو اللهَ عزَّ وجلَّ أن يَكشِفَ هذهِ الغُمَّةَ والكَربَ العَظيمَ، ولكن أقولُ لهؤلاءِ الإخوَةِ الدَّاعِينَ، وأنا وَاحِدٌ مِنهُم: تَعَالَوا لِنَقِفَ أمامَ آيَةٍ من كِتابِ الله عزَّ وجلَّ، وِقفَةَ المُتَأَمِّلِ المُتَفَكِّرِ المُتَدَبِّرِ المُعتَبِرِ، يَقولُ اللهُ تعالى: ﴿قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ﴾.

يا عباد الله، أتَساءَلُ مَعَ نَفسي ومَعَكُم: هل قَطَعَ كُلُّ وَاحِدٍ عَهْداً فيما بَينَهُ وبَينَ الله تعالى إن كَشَفَ اللهُ عزَّ وجلَّ عنَّا هذهِ الغُمَّةَ والكَربَ الشَّديدَ أن يَكونَ من الشَّاكِرينَ؟

وهل يُمكِنُنا أن نَنقُلَ هذهِ الآيَةِ لِنِسائِنا وبَناتِنا وأبنائِنا ومن يَلوذُ بنا، وأن نَتَساءَلَ مَعَهُم: هل نُعطِي لله عَهْداً إن كَشَفَ عنَّا هذهِ الغُمَّةَ والكَربَ الشَّديدَ أن نَكونَ من الشَّاكِرينَ؟ والشُّكرُ عَمَلٌ ولَيسَ قَولاً، قال تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور﴾.

أينَ من قَطَعَ على نَفسِهِ عَهْداً أن يَكونَ شَاكِراً؟

يا عباد الله، أينَ من قَطَعَ على نَفسِهِ عَهْداً أن يَكونَ شَاكِراً لله عزَّ وجلَّ بِكُلِّ نِعمَةٍ من النِّعَمِ التي أسبَغَها اللهُ تعالى عَلَيهِ؟

هل من شُكْرِ الله تعالى على نِعمَةِ المالِ أن يَكونَ العَبدُ مُحتَكِراً؟

في هذهِ الأيَّامُ، أُغلِقَتِ الطُّرُقُ، وانقَطَعَتِ السُّبُلُ، فإذا بالبَضَائِعِ وَأقواتِ النَّاسِ قد اختَفَت، وارتَفَعَتِ الأسعارُ مُباشَرَةً، ما هذا يا عباد الله؟

ما هذا يا مَعشَرَ التُّجَّارِ؟ اِسمَعوا ما قالَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في حَقِّ التُّجَّارِ بِشَكلٍ عامٍّ ـ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى ـ: «إِنَّ التُّجَّارَ هُم الْفُجَّارُ».

قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ الله، أَلَمْ يُحِلَّ اللهُ الْبَيْعَ؟

قَالَ: «إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فَيَكْذِبُونَ، وَيَحْلِفُونَ وَيَأْثَمُونَ» رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

يا عباد الله، من شُكْرِ الله تعالى على نِعمَةِ المالِ أن تَرحَموا به عِبادَ الله تعالى.

هل من شُكْرِ الله تعالى على نِعمَةِ البَصَرِ أن يُطلِقَ العَبدُ بَصَرَهُ إلى ما حَرَّمَ اللهُ تعالى؟

يا عباد الله، من شُكْرِ الله تعالى على نِعمَةِ البَصَرِ غَضُّهُ عن مَحَارِمِ الله عزَّ وجلَّ.

هل من شُكْرِ الله تعالى على نِعمَةِ الثِّيابِ أن تَخرُجَ المَرأَةُ كَاسِيَةً عَارِيَةً؟

يا عباد الله، من شُكْرِ الله تعالى على نِعمَةِ الثِّيابِ أن تَلبَسَ المَرأَةُ ثِيابَ التَّقوَى، لا ثِيابَ الفُجورِ، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ الله لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون﴾.

يا عباد الله، لِنَقطَعْ على أنفُسِنا عَهْداً إن كَشَفَ اللهُ تعالى عنَّا الضُّرَّ أن نَكونَ من الشَّاكِرينَ، ومن الشُّكْرِ لله عزَّ وجلَّ أن لا يَرانا حَيثُ نَهانا، وأن لا يَفقِدَنا حَيثُ أمَرَنا.

وكونوا على يَقينٍ بأنَّ اللهَ تعالى ﴿لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

اِعزِموا على الشُّكْرِ بِقُلوبِكُم قَبلَ أن تَقولَ ألسِنَتُكُم: ﴿لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين﴾.

يا عباد الله، بِكُلِّ أَسَفٍ هُناكَ من يَتَطَلَّعُ إذا كَشَفَ اللهُ تعالى الغُمَّةَ أن يَرجِعَ إلى ما كانَ عَلَيهِ من المَعاصِي والمُنكَراتِ؛ ونَسِيَ بأنَّ هذا البَلاءَ ما صُبَّ على الأُمَّةِ إلا بِسَبَبِ الذُّنوبِ والمَعاصِي والمُنكَراتِ، قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير﴾.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

 يا عباد الله، لِنَعزِمْ على الشُّكْرِ لله تعالى إن كَشَفَ عنَّا الغُمَّةَ والكَربَ العَظيمَ، ومن شُكْرِ الله تعالى أن لا نَحتَكِرَ، وأن لا نَتَعَامَلَ بالرِّبا، وأن لا نَأكُلَ المَواريثَ بِغَيرِ حَقٍّ، وأن نُقَسِّمَ التَّرِكَةَ بَعدَ مَوتِ المُوَرِّثِ مُباشَرَةً، ومن الشُّكْرِ أن لا يَختَلِطَ الرِّجالُ بالنِّساءِ الأجنَبِيَّاتِ، وأن يَغُضَّ كُلٌّ من الرِّجالِ والنِّساءِ أبصارَهُم، ومن الشُّكْرِ أن لا تَخرُجَ النِّساءُ كَاسِياتٍ عَارِياتٍ، ومن الشُّكْرِ أن يُعطَى كُلُّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ.

يا عباد الله، لِنَلتَجِئْ إلى الله تعالى، ولِنَقُلْ: يا رَبِّ، إن كَشَفتَ عنَّا ما نَحنُ فيه لَنَكونَنَّ من الشَّاكِرينَ، وأن يَكونَ هذا القَولُ قَولَ صِدْقٍ وحَقٍّ.

اللَّهُمَّ رُدَّنا إلَيكَ رَدَّاً جَميلاً. آمين.

أقُولُ هَذا القَولَ، وأستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 18/جمادى الثانية/1435هـ، الموافق: 18/نيسان/ 2014م

 2014-04-20
 23401
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

19-04-2024 138 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 138
12-04-2024 766 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 766
09-04-2024 594 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 594
04-04-2024 704 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 704
28-03-2024 606 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 606
21-03-2024 1066 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 1066

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413163522
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :