أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6137 - {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ}

08-02-2014 11754 مشاهدة
 السؤال :
ما هو تفسير قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6137
 2014-02-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا خِطابٌ لِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَيثُ يُبَيِّنُ اللهُ تعالى فيهِ أربَعَ مَجموعاتٍ أو فِئاتٍ من النِّساءِ اللَّاتي أباحَ اللهُ تعالى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الزَّواجَ بِهِنَّ.

أولاً: النِّساءُ المَمهوراتُ اللَّاتي أعطاهُنَّ مُهورَهُنَّ.

ثانياً: الإماءُ المَملوكاتُ.

ثالثاً: بَناتُ العَمِّ، وبَناتُ العَمَّةِ، وبَناتُ الخَالِ، وبَناتُ الخَالَةِ، بِشَرطِ أن تَكونَ الوَاحِدَةُ مِنهُنَّ مُهاجِرَةً، لا غَيرَ المُهاجِرَةِ.

والحِكمَةُ في إفرادِ العَمِّ والخَالِ مُجاراةً لِمَألوفِ العَرَبِ.

وفي هذا رَدٌّ على النَّصارى الذينَ لا يَتَزَوَّجونَ المَرأةَ إلا إذا كانَ بَينَهُم وبَينَها سَبعَةُ أجدادٍ فَصَاعِداً، وعلى اليَهودِ الذينَ كانَ يَتَزَوَّجُ أحَدُهُم بِنتَ أخيهِ، وبِنتَ أُختِهِ، فَجَاءَتِ الآيَةُ لِتَهدِمَ إفراطَ النَّصارى، وشَنيعَ اليَهودِ.

رابعاً: المَرأةُ التي تَهَبُ نَفسَها للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِغَيرِ مَهْرٍ، هذهِ المَرأةُ أباحَها اللهُ تعالى له بِشُروطٍ، هِبَةُ نَفسِها للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ورَغبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في نِكاحِها، وأن تَكونَ مُؤمِنَةً؛ والزَّواجُ بِلَفْظِ الهِبَةِ من خُصوصِيَّاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ دونَ سَائِرِ المُؤمِنينَ، فلهُ الزَّواجُ منها بِغَيرِ مَهْرٍ ولا وَلِيٍّ ولا شُهودٍ.

وَقَالَ فُقَهَاءُ الحَنَفِيَّةِ بِأَنَّ النِّكَاحَ يَنْعَقِدُ بِلَفْظِ الهِبَةِ بِشَرْطِ نِيَّةٍ أَو وُجُودِ قَرِينَةٍ تَدُلُّ على الزَّوَاجِ كَبَيَانِ مَهْرٍ.

وبناء على ذلك:

فالآيَةُ الكَريمَةُ امتِنانٌ من الله تعالى على نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فاللهُ تعالى قد اختارَ لِرَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأفضَلَ والأَولَى، واستَحَبَّهُ بالأطيَبِ والأزكى، كما اختَصَّهُ بِغَيرِ ذلكَ من الخَصائِصِ وآثَرَهُ بما سِوى ذلكَ مِمَّا فيهِ رِفعَةُ قَدْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وعُلُوِّ مَنزِلَتِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11754 مشاهدة