أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7580 - تلاقي أراوح الموتى

20-09-2016 3021 مشاهدة
 السؤال :
هل أرواح الموتى تتلاقى بعضها مع بعض؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7580
 2016-09-20
استمنى بيده بعد التحلل الأول

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْـمُؤْمِنَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً عَنْكِ إِلَى رَوْحِ اللهِ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ؛ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ؛ حَتَّى أَنَّهُمْ لِيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً يَشُمُّونَهُ حَتَّى يَأْتُوا بِهِ بَابَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الْأَرْضِ؟ فَكُلَّمَا أَتَوْا سَمَاءً قَالُوا ذَلِكَ حَتَّى يَأْتُوا بِهِ أَرْوَاحَ الْـمُؤْمِنِينَ».

قَالَ: «فَلَهُمْ أَفْرَحُ بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ».

قَالَ: «فَيَسْأَلُونَهُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟».

قَالَ: «فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ حَتَّى يَسْتَرِيحَ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، فَإِذَا قَالَ لَهُمْ: أَمَا أَتَاكُمْ؟ فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ».

قَالَ: «فَيَقُولُونَ: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ».

قَالَ: «وَأَمَّا الْكَافِرُ، فَإِنَّ مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ تَأْتِيِهِ فَتَقُولُ: اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطٌ عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللهِ وَسَخَطِهِ؛ فَيَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ، فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى بَابِ الْأَرْضِ فَيَقُولُونَ: مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ؟ كُلَّمَا أَتَوْا عَلَى الْأَرْضِ قَالُوا ذَلِكَ، حَتَّى يَأْتُوا بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ».

فَالأَرْوَاحُ قِسْمَانِ: أَرْوَاحٌ مُعَذَّبَةٌ مُقَيَّدَةٌ، وَأَرْوَاحٌ مُنَعَّمَةٌ مُطْلَقَةٌ، فَالمُعَذَّبَةُ في شُغْلٍ بِمَا هِيَ فِيهِ مِنَ العَذَابِ عَنِ التَّزَاوُرِ وَالتَّلَاقِي، وَالأَرْوَاحُ المُنَعَّمَةُ المُطْلَقَةُ تَتَلَاقَى وَتَتَزَاوَرُ، وَتَتَذَاكَرُ مَا كَانَ مِنْهَا في الدُّنْيَا، وَمَا يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، فَتَكُونُ كُلُّ رُوحٍ مَعَ رَفِيقِهَا الذي هُوَ على مِثْلِ عَمَلِهَا.

وبناء على ذلك:

فَأَرْوَاحُ المُؤْمِنِينَ الأَتْقِيَاءِ تَتَلَاقَى مَعَ بَعْضِهَا في البَرْزَخِ (غَدَاً نَلْقَى الْأَحِبَّةَ، مُحَمَّدَاً وَحِزْبَهُ) وَغَيْرُ المُؤْمِنِينَ أَرْوَاحُهُمْ مُعَذَّبَةٌ وَمَشْغُولَةٌ عَنِ التَّزَاوُرِ بِعَذَابِهَا.

فَالأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ».

وروى البيهقي عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ وَلِيَ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ، فَإِنَّهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3021 مشاهدة