أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6351 - كيفية صلاة الوتر

29-05-2014 62992 مشاهدة
 السؤال :
كيف تصلَّى الوتر في المذاهب الأربعة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6351
 2014-05-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: عِندَ السَّادَةِ الحَنَفِيَّةِ: تُصَلَّى وَصْلاً بَينَ الرَّكَعاتِ الثَّلاثِ، ويَجلِسُ بَعدَ الثَّانِيَةِ فَيَتَشَهَّدُ ولا يُسَلِّمُ، بل يَقُومُ للثَّالِثَةِ ويُسَلِّمُ بَعدَها، فَتَكُونُ في الهَيئَةِ كَصَلاةِ المَغرِبِ، إلا أنَّهُ يَقرَأُ في الرَّكعَةِ الثَّالِثَةِ سُورَةً بَعدَ الفَاتِحَةِ، ثُمَّ يَدعُو دُعَاءَ القُنُوتِ خِلافاً للمَغرِبِ.

ثانياً: عِندَ السَّادَةِ الشَّافِعِيَّةِ: تُصَلَّى فَصْلاً، بِحَيثُ يَفصِلُ الشَّفعَ بالسَّلامِ، ثمَّ يُصَلِّي الثَّالِثَةَ بِتَكبِيرَةِ إحرامٍ مُستَقِلَّةٍ، وقالوا: الفَصْلُ أفضَلُ من الوَصْلِ لِزِيَادَتِهِ عَلَيهِ السَّلامَ وغَيرَهُ، أمَّا إن كَانَ إماماً فالوَصْلُ أفضَلُ، لأنَّهُ يَقتَدِي بِهِ الحَنَفِيُّ.

وذَكَروا أنَّهُ يَنوِي في الرَّكعَتَينِ إذا أرادَ الـفَصْلَ: رَكـعَتَينِ من الــوِترِ، أو سُـنَّةَ الوِترِ، أو مُقَدِّمَةَ الوِترِ، ولا يَصِحُّ بِنِيَّةِ الشَّفعِ، أو سُنَّةِ العِشَاءِ، أو صَلاةِ قِيَامِ اللَّيلِ.

ثالثاً: عِندَ السَّادَةِ الحَنَابِلَةِ: تُصَلَّى فَصْلاً، وهوَ الأفضَلُ، وصَرَّحُوا بأنَّهُ يُسَنُّ فِعلُ الرَّكعَةِ بَعدَ الشَّفْعِ، بَعدَ تَأخِيرٍ لها عَنهُ، ويُستَحَبُّ أن يَتَكَلَّمَ بَينَ الشَّفْعِ والوِترِ لِيَفصِلَ.

رابعا: عِندَ السَّادَةِ المَالِكِيَّةِ: تُصَلَّى رَكعَةً بَعدَ رَكعَتَينِ فَأكثَرَ مُنفَصِلَةً.

خامساً: وهُناكَ قَولٌ عِندَ السَّادَةِ الشَّافِعِيَّةِ والحَنَابِلَةِ بأنَّها تُصَلَّى مُتَّصِلَةً سَرْداً من غَيرِ فَصْلٍ بِجُلُوسٍ وَاحِدٍ.

وبناء على ذلك:

فَصَلاةُ الوِترِ تُصَلَّى رَكعَتَينِ بِسَلامٍ، ثمَّ رَكعَةٍ مُستَقِلَّةٍ.

وتُصَلَّى ثَلاثَ رَكَعاتٍ مُتَّصِلاتٍ سَرْداً بِدُونِ قُعُودٍ أوَّلَ.

وتُصَلَّى ثَلاثَ رَكَعاتٍ مُتَّصِلاتٍ مَعَ القُعُودِ الأوَّلِ بِدُونِ تَسلِيمٍ، وهذهِ هيَ الصُّورَةُ المُتَعَيِّنَةُ عِندَ الحَنَفِيَّةِ، ولا تَصِحُّ بِغَيرِها.

وكُلٌّ من أصحَابِ هذهِ المَذَاهِبِ لَهُ دَلِيلُهُ، مَعَ العِلمِ بأنَّهُ لو صَلَّى الإنسانُ ثَلاثَ رَكَعاتٍ مُتَّصِلاتٍ يَفصِلُ بَينَهُنَّ قُعُودٌ بِدُونِ تَسلِيمٍ صَحَّتْ عِندَ الجَمِيعِ بِدُونِ خِلافٍ.

ولِذا أنصَحُ مَن كَانَ إماماً في صَلاةِ الوِترِ، وخَاصَّةً في شَهرِ رَمَضانَ أن يُصَلِّيَها ثَلاثاً مَعَ القُعُودِ الأوَّلِ بِدُونِ تَسلِيمٍ مُرَاعَاةٍ  لمن خَلْفَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
62992 مشاهدة