أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8006 - الحلم والرؤيا

03-05-2017 1525 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الفارق بين الحلم والرؤيا في النوم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8006
 2017-05-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الشيخان عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئَاً يَكْرَهُهُ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ».

فَالحُلْمُ وَالرُّؤْيَا مُخْتَلِفَانِ وَإِنْ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَحْدُثُ في النَّوْمِ، إِلَّا أَنَّ الرُّؤْيَا اسْمٌ للمَحْبُوبِ، فَلِذَلِكَ تُضَافُ إلى اللهِ تعالى، وَالحُلْمُ اسْمٌ للمَكْرُوهِ، فَيُضَافُ إلى الشَّيْطَانِ.

يَقُولُ عِيسَى بْنُ دِينَارٍ: الرُّؤْيَا رُؤْيَةُ مَا يُتَأَوَّلُ عَلَى الخَيْرِ وَالأَمْرُ الذي يُـسُرُّ بِهِ، وَالحُلْمُ هُوَ الأَمْرُ الفَظِيعُ المَجْهُولُ يُرِيهِ الشَّيْطَانُ للمُؤْمِنِ لِيُحْزِنَهُ وَلِيُكَدِّرَ عَيْشَهُ.

وبناء على ذلك:

فَالرُّؤْيَا مِنَ اللهِ تعالى، فَمَنْ رَأَى رُؤْيَةً حَسَنَةً فَلْيُبَشِّرْ وَلَا يُخْبِرْ عَنْهَا إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، حَتَّى لَا يَسْتَغِلَّهَا غَيْرُ المُحِبِّ فَيُفَسِّرَهَا بِالسُّوءِ لِيُحْزِنَ الرَّائِي.

وَأَمَّا مَنْ رَأَى حُلْمَاً يُحْزِنُهُ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ أَحَدَاً، وَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثَاً، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ تعالى مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ.

روى الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ.

فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي المَنَامِ». هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1525 مشاهدة