أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5390 - هل هذا حديث شريف: (لا تسكنوا النساء البيوت, ولا تعلموهن الكتابة)؟

12-07-2012 34845 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة هذا الحديث: (لا تسكنوا النساء البيوت، ولا تعلموهن الكتابة)؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5390
 2012-07-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِم، وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ» رواه ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وروى الإمامان البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: (جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْماً نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ، قَالَ: «اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا» فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُنَّ مِنْ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلَاثَةً إِلَّا كَانُوا لَهَا حِجَاباً مِنْ النَّارِ» فَقَالَتْ امْرَأَةٌ: وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ».

وَذَكَرَ الفقهاءُ أنَّ ما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ.

ثانياً: أَمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ الرِّجالَ أن يُسكنوا النِّساءَ البُيوتَ، وجَعَلَ ذلك من حقِّهنَّ، قال تعالى: ﴿أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ﴾.

وبناء على ذلك:

 فالحديثُ ذَكَرَهُ الإمامُ القرطبيُّ، ورواهُ الحكيمُ في نوادرِ الأصولِ، وهو مَظِنَّةُ الأحاديثِ الضعيفةِ والموضوعةِ كما هوَ معلومٌ عندَ أهلِ العلمِ، وذَكَرَهُ بلفظ: «لا تُسكِنُوا نِساءَكُمُ الغُرَفَ، ولا تُعَلِّمُوهُنَّ الكِتابَةَ». وبلفظ: «لَا تُنْزِلُوهُنَّ الْغُرَفَ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ الْكِتَابَةَ» رواه الحاكم والطبراني في الأوسط والبيهقي عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنها. وقد ذَكَرَهُ الإمامُ القرطبيُّ في معرضِ التَّحذيرِ من فتنةِ النِّساءِ.

وعلى كلِّ حالٍ فالمرأةُ من حقِّها السَّكَنُ بنصِّ القرآنِ، ويجبُ عليها أن تتعلَّمَ العلمَ الذي يُصلحُ دِينَها وأخلاقَها، ويضمنُ لها سلامةَ الدِّينِ والدُّنيا، ولكن يجبُ عليها أثناءَ التَّعلُّمِ أن تُراعيَ الأحكامَ الشَّرعيَّةَ والتي من جُملتِها:

عدمُ الخُضوعِ بالقولِ، لقوله تعالى: ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾. وعدمُ التَّبرُّجِ، لقوله تعالى: ﴿وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾. وأن يكونُ حديثُها مع الرِّجالِ من وراءِ حجابٍ، لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
34845 مشاهدة