أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6178 - {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين}

26-02-2014 306 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تبارك وتعالى: {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين} ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْصُرُكَ، فَهَلْ نَفَعَهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِن النَّارِ، فَأَخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ». فهل يوجد تعارض بين الآية الكريمة والحديث الشريف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6178
 2014-02-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد أجابَ العُلَماءُ عن ذلكَ بأقوالٍ، منها:

أولاً: هذهِ الشَّفَاعَةُ لِعَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ التي أشارَ إلَيها في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواهُ الشَّيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ فَقَالَ: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِن النَّارِ، يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ». هيَ شَفَاعَةٌ مَجازاً، والآيَةُ الكَريمَةُ: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين﴾. مَحمولَةٌ على شَفَاعَةِ الإخراجِ.

ثانياً: المَشفوعُ لهُ ـ أبو طالِبٍ ـ لم يَجِدْ أثَراً لما خُفِّفَ عنهُ، فَكَأَنَّهُ لم يَنتَفِعْ بذلكَ، لأنَّهُ يَعتَقِدُ أنَّهُ لَيسَ في النَّارِ أشَدُّ عَذاباً منهُ، مَعَ أنَّ عَذابَهُ جَمرَةٌ من جَهَنَّمَ في أخمَصِهِ، وسَبَبُهُ أنَّ القَليلَ من عَذابِ جَهَنَّمَ أعاذَنا اللهُ تعالى منهُ لا تُطيقُهُ الجِبالُ، وخُصوصاً عَذابُ الكَافِرِ. كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام مسلم عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَاباً أَبُو طَالِبٍ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ».

وبناء على ذلك:

فالآيَةُ الكَريمَةُ إمَّا أنَّها مَحمولَةٌ على شَفَاعَةِ الإخراجِ، وعِندَ ذلكَ لا تَعَارُضَ بَينَها وبَينَ الحَديثِ الشَّريفِ في حَقِّ عَمِّهِ أبي طالِبٍ.

وإمَّا أنَّ عَمَّهُ أبا طَالِبٍ لم يَجِدْ أثَراً لهذهِ الشَّفَاعَةِ، لأنَّهُ يَظُنُّ أنَّهُ أشَدُّ النَّاسِ عَذاباً يَومَ القِيامَةِ في نارِ جَهَنَّمَ، أجارَنا اللهُ تعالى من عَذابِ جَهَنَّمَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
306 مشاهدة
الملف المرفق