أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2159 - تشعر بحاجة للزواج ولم تخطب فماذا تفعل؟

05-07-2009 74866 مشاهدة
 السؤال :
أنا فتاة عمري 27 عاماً، ولم يتقدم أحد لخطبتي مع أنني جميلة ومتعلمة، وأنا الآن أعمل في مكتب محاسبة، وأعلم أن الله حرَّم العلاقة بين الرجل والمرأة، لكن ماذا أفعل إذا كنت أشعر بزيادة الشهوة، وأشعر بحاجة إلى رجل، فهل الصداقة بين الرجل والمرأة حرام؟ مع أنني أستعفف حتى ييسر الله لي الحلال لكن لا يوجد أي بارقة أمل، فماذا أفعل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2159
 2009-07-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإني أسأل الله عز وجل لكم أن يجعل لكم فرجاً ومخرجاً عاجلاً غير آجل، كما أسأله تعالى أن يحفظكم من جميع الفتن ما ظهر منها ومابطن.

وتذكري قول الله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}، فوعد الله تعالى لا يُخلف، ولكن ربَّنا عز وجل يعطي في الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي يريده العبد.

واعلمي بأن هذه الحياة الدنيا ابتلاء، وليكن أسوتك في ذلك سيدنا يوسف عليه السلام، الذي جعل شعاره: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}.

وإن كان الخطاب من رجل فهو يشمل كذلك الأنثى، ولكن أدب القرآن العظيم يجعل حال المرأة دائماً وأبداً مستوراً، وعندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ) وعدَّ منهم: (وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ) رواه البخاري ومسلم. كذلك المرأة مشمولة بالحديث، ويظلها الله تعالى في ظل العرش إذا خافت ربها عز وجل.

واعلمي بأن وعد الله تعالى لا يُخلَف، فالفرج آت لا محالة، وانتظار الفرج عبادة، وإذا لم تكن هناك بوارق للفرج في ظاهر الأمر فإني أقول: بوارق الفرج ظاهرة من خلال قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}.

ولكن لتكن عفتك خالصة لوجه الله تعالى، وتذكري حديث الثلاثة الذي آواهم المبيت إلى غار، وكان واحد منهم أراد أن يرتكب الفاحشة مع بنت عمه، فذكَّرته بالله فتذكَّر، فقال: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ) رواه البخاري.

فأخلصي لله عز وجل في ترك المعصية، وترقبي بعد ذلك الفرج الذي يجعل من حياتك حياة طيبة كريمة في الدنيا والآخرة، واحذري المخالفة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن الله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}.

ولا مانع أن يبحث ولي أمرك عن شاب صالح ليزوجك منه كما فعل سيدنا عمر رضي الله عنه، وسيدنا شعيب عليه السلام.

أسأل الله تعالى لنا ولك الحفظ والسلامة في الدين والدنيا والآخرة. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
74866 مشاهدة