أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1140 - اقترف الفاحشة مع بعض محارمه

03-06-2008 20334 مشاهدة
 السؤال :
رجل اقترف الفاحشة مع بعض محارمه، وهو نادم أشدَّ الندم، وصورة الجريمة لا تغيب عنه، فماذا يفعل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1140
 2008-06-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالزنى من الكبائر، وقد توعَّد الله عز وجل الزاني بقوله تعالى: {وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيماً} [الفرقان: 68 ـ 70]. ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن» رواه البخاري ومسلم. هذا بشكل عام، فكيف إذا كان الزنى بالمحارم والعياذ بالله تعالى؟

النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه» رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم. لأن الذي يخون محرمه يكاد أن يكون قد انسلخ من إيمانه والعياذ بالله تعالى.

ولكن رحمة الله تعالى واسعة لمن صدق بالتوبة لله عز وجل وتاب إلى الله تعالى توبة صادقة قبل أن يقع في سياق الموت، لأن الله تعالى يقول: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [النساء: 18]، فإذا صدق في توبته فالله تعالى يقبل توبته، لأنه هو القائل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، ويقول: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر: 49].

فعلى هذا العبد أن يكثر من التوبة والاستغفار، وإن استطاع الذهاب إلى الحج أو العمرة فليفعل، وليكثر من الصدقة في السرِّ والعلن، وأن يتضرَّع إلى الله تعالى، ويحقِّق الأمور التي ذكرها مولانا بقوله: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الفرقان: 70].

فعليه بالتوبة النصوح بشروطها وهي: الإقلاع عن المعصية، والندم على ما فعل، والجزم على أن لا يعود، وترك قرناء السوء، وأن يجدِّد إيمانه، وأن يزيد فيه بقوله: لا إله إلا الله، وأن يكثر من العمل الصالح الذي أشرت إليه آنفاً.

وإني لأرجو الله تعالى أن يحفظنا من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه وهو عنا راضٍ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20334 مشاهدة