أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

323 - الناس موتى وأهل العلم أحياء

02-05-2007 144598 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح أن سيدنا علياً رضي الله عنه قال: (الناس موتى وأهل العلم أحياء)؟ وما هو العلم المقصود من قوله هذا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 323
 2007-05-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَهَذَا الكَلَامُ يُنْسَبُ لِسَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَدْ وَرَدَ هَذَا في حَاشِيَةِ ابْنِ عَابِدِينَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، حَيْثُ أَثْبَتَ بَعْضَ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ لِسَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في حَقِّ أَهْلِ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ، جَاءَ فِيهَا:

مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْـعِلْمِ إِنَّهُمُ   ***   عَـلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْــتَهْدَى أَدِلَّاءُ

وَوَزْنُ كُلِّ امْرِئٍ مَـا كَانَ يُحْسِنُهُ    ***   وَالْجَـاهِـلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ

فَـفُـزْ بِـعِـلْـمٍ وَلَا تَجْهَلْ بِهِ أَبَدًا    ***   النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

فَقَوْلُهُ: النَّاسُ مَوْتَى. أَيْ: حُكْمَاً، لِعَدَمِ النَّفْعِ، كَالأَرْضِ المَيْتَةِ التي لَا تُنْبِتُ، قَالَ تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتَاً فَأَحْيَيْنَاهُ﴾. أَيْ: جَاهِلَاً فَعَلَّمْنَاهُ ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُورَاً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾. وَهُوَ العِلْمُ ﴿كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ﴾. وَهُوَ الجَاهِلُ الغَارِقُ في ظُلُمَاتِ الجَهْلِ.

وَالمَقْصُودُ بِهِ العِلْمُ الشَّرْعِيُّ؛ لِذَا قِيلَ: القَلْبُ إِذَا مُنِعَ عَنْهُ الحِكْمَةُ وَالعِلْمُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ يَمُوتُ، وَمَنْ فَقَدَ العِلْمَ فَقَلْبُهُ مَرِيضٌ.

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْحِكْمَةَ تَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفَاً، وَتُرْفَعُ الْعَبْدَ المَمْلُوكَ حَتَّى تُجْلِسَهُ مَجَالِسَ المُلُوكِ». أَخْرَجَهُ ابْنُ عدي في الكَامِلِ، وَأَبُو نعيم في الحِلْيَةِ.

نَسْأَلُ اللهَ تعالى عِلْمَاً نَافِعَاً، وَقَلْبَاً خَاشِعَاً، آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
144598 مشاهدة