أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5368 - هل هناك صلاة خاصة ليلة النصف من شعبان؟

08-07-2012 1981 مشاهدة
 السؤال :
هل ورد في الأحاديث الشريفة صلاة خاصة في ليلة النصف من شهر شعبان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5368
 2012-07-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الصَّلاةُ عبادةٌ يُتقرَّبُ بها إلى الله تعالى، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي قِلَابَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

ثانياً: حَذَّرَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من الابتداعِ في دينِ الله عزَّ وجلَّ، فقال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» رواه الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. وخطب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فقال: «أَمَّا بَعدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» رواه الإمام مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

ثالثاً: حَذَّرَ سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ منَ الكذبِ، وخاصَّةً من الكذبِ عليهِ، فقال: «إِنَّ كَذِباً عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ» متفقٌ عليه عَنْ المُغِيرَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

رابعاً: نَصَّ الفقهاءُ على أنَّ صلاةَ الرَّغائِبِ لأوَّلِ جُمعةٍ من رَجَبٍ، أَو في لَيلةِ النِّصفِ من شَعبان بكيفيَّةٍ مخصوصةٍ أو بعددٍ مخصوصٍ من الرَّكعاتِ بِدعةٌ مُنكَرةٌ.

قال الإمام النَّووي رحمهُ اللهُ تعالى في المجموعِ: وهاتانِ الصَّلاتانِ بِدعتانِ ومُنكرانِ قَبيحَتانِ. اهـ.

وبناء على ذلك:

فلم يَرِد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاةً مخصوصةً بركعاتٍ مخصوصةٍ وبكيفيَّةٍ مخصوصةٍ في ليلةِ النِّصفِ من شعبان، ولا في أوَّلِ جمعةٍ من شهرِ رجب، ولكن لا حَرَجَ من الإكثارِ من صلاةِ النافلةِ فيهما، مع الاعتقادِ الجازمِ بأنَّ ذلك ليسَ من السُّنَّةِ المطهَّرةِ في هذينِ الوقتَينِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1981 مشاهدة