أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8170 - ﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾

15-06-2017 2435 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8170
 2017-06-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ﴾. يُفِيدُ بِأَنَّ اللهَ تعالى لَمْ يَتْرُكْ وَحْيَهُ لِعَبَثِ الشَّيْطَانِ، فَاللهُ تعالى يُحْكِمُ آيَاتِهِ، وَيَعْصِمُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الخَطَأِ في تَبْلِيغِ رِسَالَتِهِ، فَكُلُّ مَا وَصَلَنَا عَنْ طَرِيقِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ مُحْكَمٌ بِنَصِّ القُرْآنِ العَظِيمِ: ﴿ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ﴾.

فَالمُؤْمِنُ مُطْمَئِنٌّ أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ يُمْكِنُ أَنْ يُلْقِيَهُ الشَّيْطَانُ في تَمَنِّي الرَّسُولِ ثُمَّ يَصِلُنَا دُونَ أَنْ يُنْسَخَ، لِأَنَّ اللهَ تعالى قَالَ: ﴿فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ﴾.

فَاللهُ تعالى يَنسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ في أُمْنِيَّةِ الرَّسُولِ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَم يُبَلِّغْ وَلَمْ يَقُلْ إِلَّا المُحْكَمَ.

وَلَوْ دَقَّقْنَا عَلَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾. مَا هِيَ أُمْنِيَّةُ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ؟ أُمْنِيَّةُ كُلٍّ مِنَ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ النَّجَاحُ في دَعْوَتِهِ إلى اللهِ تعالى، أُمْنِيَّةُ كُلِّ وَاحِدْ مِنْهُمَا أَن يُبَلِّغَ رِسَالَةَ اللهِ تعالى، وَالشَّيْطَانُ يُحَاوِلُ أَنْ يُزَعْزِعَ النَّاسَ في دِينِهِمْ.

وبناء على ذلك:

فَالحَقُّ سُبْحَانَهُ وتعالى لَم يَجْعَلِ الوَحْيَ لِعَبَثِ الشَّيْطَانِ، فَالحَقُّ يَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُبَلِّغُ المُحكَمَ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَأُمْنِيَّةُ الرَّسُولِ أَن يَنْجَحَ في دَعْوَتِهِ، وَالشَّيْطَانُ يُحَاوِلُ أَنْ يُزَعْزِعَ المَدْعُوِّينَ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَحِينَ يُحْكِمُ اللهُ تعالى آيَاتِهِ، وَيَنْسَخُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ في نُفُوسِ المَدْعُوِّينَ يَنْتَصِرُ الحَقُّ، وَيَزْهَقُ البَاطِلُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2435 مشاهدة