أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1097 - ما هي شروط صحة التوبة؟

24-05-2008 11067 مشاهدة
 السؤال :
لي صديق من أذربيجان، يظن أن من شروط التوبة أن يغتسل ويصلي ركعتين، وأن يذهب إلى المسجد ليعلم الإمام ويسأله أن يطلب له التوبة فيضع يده على القرآن ويدعو له، وأنه إذا قطع الشخص عهداً مع الله أن لا يعود للذنب فأذنب لا تصح توبته، لأنه نقض العهد؟ فهل هذا صحيح؟ وما هي شروط صحة التوبة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1097
 2008-05-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذكر أكثر الفقهاء والمفسرين أن للتوبة أربعة شروط:

1ـ الإقلاع عن المعصية.

2ـ الندم على فعلها في الماضي.

3ـ العزم عزماً جازماً أن لا يعود إلى مثلها أبداً.

4ـ أن يعيد الحقوق لأصحابها إذا كانت المعصية تتعلق بحقوق الآدميين.

فالواجب على المسلم إذا وقع في معصية أن يحقِّق هذه الشروط الأربعة، وأن يكثر من الاستغفار والصدقة، لأن الصدقة تطفئ غضب الرب عز وجل، وأن يترك قرناء السوء، وأن تكون توبته على الفور مباشرة، لأنها من أصول الإسلام وقواعد الدين، وهي أول منزل من منازل السالكين.

ولا حرج في أن يصلي ركعتين يكثر بعدهما الاستغفار، وهذا لا يعني أنه إذا عاد إلى الذنب مرة ثانية بطلت توبته الأولى.

ولا حاجة لأن يذهب إلى عالم أو إمام مسجد ليعلن التوبة بين يديه، لأن من الواجب على العبد إذا وقع في الذنب أن يستر نفسه، ولا يحدِّث به أحداً، حتى لا يقع في المجاهرة بالمعصية، والنبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي مُعافى إلا المُجاهرين، وإن من المُجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويُصبِح يكشف ستر الله عنه» رواه البخاري.

ولكن لا مانع شرعاً إذا استصعب عليه ترك معصية، ولم يعرف السبل الصحيحة لتركها أن يستشير عالماً عاملاً لمعرفة الطريق لترك المعصية. ونسأل الله تعالى التوبة الصادقة النصوح لنا جميعاً. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11067 مشاهدة