أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1497 - الاختلاط مع زوجة الأخ

03-11-2008 319 مشاهدة
 السؤال :
أجلس يومياً مع نساء إخوتي طبعاً بوجود زوجتي، ولكنهن إذا ضحكن يضحكن بصوت مرتفع، فما هو الحكم الشرعي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1497
 2008-11-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالسُّؤَالُ الذي يُوَجَّهُ إِلَيْكُمْ: مَا هِيَ الغَايَةُ مِنْ هَذَا الاخْتِلَاطِ؟ وَهَلْ تُوجَدُ حَاجَةٌ شَرْعِيَّةٌ لِهَذَا الاخْتِلَاطِ؟

قَطْعًا الجَوَابُ: لَيْسَ هُنَاكَ حَاجَةٌ شَرْعِيَّةٌ مَاسَّةٌ تُوجِبُ هَذَا الاخْتِلَاطَ، إِنَّمَا هُوَ عَبَثٌ وَلَهْوٌ، وَهُوَ حَرَامٌ شَرْعًا، لِأَنَّ فِيهِ مُخَالَفَةً للقَوَاعِدِ الشَّرْعِيَّةِ.

1. هَذَا الاخْتِلَاطُ فِيهِ نَظَرُ الرِّجَالِ إلى النِّسَاءِ، وَنَظَرُ النِّسَاءِ إلى الرِّجَالِ، وَهُوَ مُخَالِفٌ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾.

2. قَدْ يَكُونُ هَذَا الاخْتِلَاطُ فِيهِ إِبْدَاءُ زِينَةٍ، مِنْ حُلِيٍّ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَهُوَ مُحَرَّمٌ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾.

3. هَذَا الاخْتِلَاطُ فِيهِ كَلَامُ الجِنْسَيْنِ مَعَ بَعْضِهِمَا البَعْضِ مُوَاجَهَةً، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ﴾.

4. هَذَا الاخْتِلَاطُ قَدْ يُوصِلُ إلى الفِتْنَةِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، لِأَنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ، وَلِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ في العُرُوقِ، فَإِذَا كَانَ الشَّيْطَانُ مَوْجُودًا، وَالنَّفْسُ الأَمَّارَةُ مَوْجُودَةً، وَالمَرْأَةُ الأَجْنَبِيَّةُ مَوْجُودَةً، فَمَاذَا تَتَوَقَّعُ أَنْ تَكُونَ النَّتِيجَةُ؟

5. وَأَخِيرًا يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ».

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟

قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ» رواه الإمام مسلم.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَهَذَا الاخْتِلَاطُ مُحَرَّمٌ شَرْعًا، لِأَنَّهُ لَا ضَرُورَةَ لَهُ، وَمَخَاطِرُهُ أَكْثَرُ بِكَثِيرٍ مِنْ مَنَافِعِهِ، وَأَنَا أَتَيَقَّنُ أَنَّهُ لَا نَفْعَ مِنْ هَذَا الاخْتِلَاطِ أَبَدًا. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
319 مشاهدة