أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7737 - قصة سيدنا يوسف أحسن القصص

09-12-2016 983 مشاهدة
 السؤال :
هل قصة سيدنا يوسف عليه السلام هي أحسن القصص؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7737
 2016-12-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى في صَدْرِ سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾.

سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ العَظِيمَةُ المُبَارَكَةُ أَحْسَنَ القَصَصِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الأَقَاصِيصِ، لِأَنَّهَا تَضَمَّنَتْ مِنَ العِبَرِ وَالحِكَمِ مَا لَمْ تَتَضَمَّنْهُ غَيْرُهَا مِنَ القَصَصِ.

فَفِي سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِبَرٌ وَحِكَمٌ وَفَوَائِدُ تَصْلُحُ للدِّينِ وَالدُّنْيَا، لِجَمِيعِ شَرَائِحِ النَّاسِ مِنْ مُلُوكٍ وَمَمَالِيكَ، وَعُلَمَاءَ، وَكَيْفَ تَكُونُ الدَّعْوَةُ إلى اللهِ تعالى، وَظَالِمِينَ وَمَظْلُومِينَ، فَفِيهَا سِيرَةُ المُلُوكِ وَالمَمَالِيكِ، وَفِيهَا مَكْرُ النَّاسِ، وَفِيهَا الصَّبْرُ على الأَذَى، وَفِيهَا حُسْنُ التَّجَاوُزِ عَنِ المُسِيءِ، وَفِيهَا ذِكْرُ الحَاسِدِ وَالمَحْسُودِ وَنَتَائِجُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَفِيهَا ذِكْرُ الذَّنْبِ وَالعَفْوِ، وَفِيهَا ذِكْرُ المُحِبِّ وَالمَحْبُوبِ، وَفِيهَا ذِكْرُ الشَّبَابِ الصَّالِحِ، وَفِيهَا الإِغْضَاءُ وَالسَّتْرُ.

وبناء على ذلك:

فَقِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَحْسَنُ القَصَصِ، لِمَا تَضَمَّنَتْ مِنَ العِبَرِ وَالفَوَائِدِ لِجَمِيعِ شَرَائِحِ المُجْتَمَعَاتِ، وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ قَصَصَ القُرْآنِ  كُلَّهَا أَحْسَنُ القَصَصِ، لِأَنَّ فِيهَا العِبَرَ، كَمَا قَالَ تعالى في خِتَامِ سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثَاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدَىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾.

وَلَكِنْ تَمَيَّزَتْ هَذِهِ القِصَّةُ عَنْ غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ القَصَصِ في القُرْآنِ الكَرِيمِ، ولِأَنَّ القِصَّةَ جَاءَتِ كَامِلَةً مِنْ أَوَّلِهَا إلى آخِرِهَا في هَذِهِ السُّورَةِ العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
983 مشاهدة