أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

673 - هل الذنوب والمعاصي مقدرة علينا؟

24-11-2007 14502 مشاهدة
 السؤال :
هل الذنوب والمعاصي مقدرة علينا؟ وإذا كانت مقدرة فلماذا نحاسب عليها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 673
 2007-11-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن كل شيء بقضاء وقدر من الله تعالى، وإلا ـ حاشا ربنا ـ كان مقهوراً. فالله تعالى خالق كل شيء، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً}. {ولو شاء ربك ما فعلوه}. فما من شيء يبرز إلى الوجود إلا بقضاء الله وبقدره وعلمه، وهو سبحانه يعلم الأشياء قبل وجودها وأثناء وجودها وبعد وجودها، وصفة العلم كما هو معلوم صفة كاشفة وليست صفة ملزمة، فبعلمه علم الطائع قبل وقوع الطاعة منه، وعلم العاصي قبل وقوع المعصية منه، وأخفى الله تعالى علمه عن خلقه، وأعطاهم شيئاً من الاختيار، ليبرز منهم ما هو مطابق لعلم الله تعالى. وما برز منهم هو بخلق الله تعالى، {والله خلقكم وما تعملون}. ولكن الجزاء على العمل إنما هو من خلال توجه إرادة العبد للفعل أو الترك، فمن توجه إلى الطاعة برزت منه الطاعة بخلق الله تعالى لها، وأثابه الله تعالى على توجهه إليها، ومن توجه إلى المعصية برزت منه المعصية بخلق الله تعالى لها، وعاقبه على توجهه إليها، {كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً}. هذا، والله تعالى أعلم. ونسأل الله تعالى أن يحفظنا من سوء ومعصية، وأن يوفقنا لكل طاعة، وأن يفتح لنا أبواب الرضا والتيسير، ويغلق عنا أبواب الشر والتعسير، فهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14502 مشاهدة