أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4979 - كفارة التجسس

20-03-2012 46242 مشاهدة
 السؤال :
رجل كان يتجسَّس على الناس، وتاب إلى الله تعالى، فما هي كفارته؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4979
 2012-03-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: التجسُّسُ على المسلمين كبيرة من الكبائر، وهو محرَّمٌ شرعاً، لقوله تعالى: {وَلاَ تَجَسَّسُوا}. ولقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لا تَغْتَابُوا المُسْلِمِينَ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ) رواه الإمام أحمد عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه.

والتجسُّسُ على الناس يُفسدهم، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّ الأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ) رواه الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه.

ولقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِنَّكَ إِنْ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ) رواه أبو داود عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

ثانياً: ربُّنا عز وجل دعانا إلى التوبة بقوله: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}. والتوبة إذا تحقَّقت شروطها من ندمٍ على ما فات، وعزمٍ على عدم العود، لا تكفي لإسقاط حقٍّ من حقوق العباد، فلا بدَّ من ردِّ المظالم حتى تكملَ شروط التوبة، وتكونَ مقبولةً عند الله عز وجل.

وبناء على ذلك:

 فيجب على من وقع في كبيرة التجسُّس أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يحقِّق شروط التوبة، من إقلاعٍ عن المعصية، وندمٍ على ما فات، وعزمٍ على عدم العود، واستحلالِ الأشخاص الذين تجسَّسَ عليهم، وخاصَّة إذا ألحق بهم ضرراً. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
46242 مشاهدة