أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6579 - تعريف الكافر والفاسق

12-11-2014 6937 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الفارق بين الكافر والفاسق؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6579
 2014-11-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الكُفْرُ نَوعَانِ، كُفْرٌ يُخرِجُ الإنسَانَ المُؤمِنَ من المِلَّةِ، وهوَ الكُفْرُ الأَكبَرُ، وكُفْرٌ لا يُخرِجُ الإنسَانَ المُؤمِنَ من المِلَّةِ، وهوَ الكُفْرُ الأَصغَرُ.

فَهُنَاكَ مَعَاصٍ سَمَّاهَا الشَّارِعُ كُفْرَاً مَعَ بَقَاءِ الإيمَانِ لِفَاعِلِهَا، من جُملَةِ ذلكَ قَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْر» رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وقَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» رواه الشيخان عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وقَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ النَّارَ، فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ».

قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ باللهِ؟

قَالَ: «يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئاً قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ» رواه الإمام البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

ثانياً: الفِسْقُ فِسْقَانِ، فِسْقٌ أَكبَرُ، كَقَولِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾. وكَقَولِهِ تعالى: ﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾.

وفِسْقٌ أَصغَرُ، كَقَولِهِ تعالى: ﴿وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ﴾. وكَقَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

وبناء على ذلك:

فالكَافِرُ: هوَ الجَاحِدُ الذي لا يُؤمِنُ باللهِ تعالى، أو لا يُؤمِنُ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، والكُفْرُ على نَوعَينِ، كُفْرٌ أَكبَرُ، وكُفْرٌ أَصغَرُ، كُفْرٌ بالنِّعمَةِ، وكُفْرٌ بالمُنعِمِ.

أمَّا الفَاسِقُ: فَهُوَ الخَارِجُ عن طَاعَةِ رَبِّهِ، ويَتَظَاهَرُ بالمَعصِيَةِ، ويُصِرُّ عَلَيهَا، ورُبَّمَا بِفِسْقِهِ يَصِلُ إلى دَرَجَةِ الكُفْرِ ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6937 مشاهدة