أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8615 - أدعية الاستسقاء

15-01-2018 2835 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الدعاء الذي ورد عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الاستسقاء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8615
 2018-01-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإمام البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَذْكُرُ أَنَّ رَجُلَاً دَخَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ المِنْبَرِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَائِمَاً؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: هَلَكَتِ المَوَاشِي، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُغِيثُنَا.

قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا».

قَالَ أَنَسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَلَا وَاللهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلَا قَزَعَةً (سَحَابٌ مُتَفَرِّقٌ) وَلَا شَيْئَاً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ (جَبَلٍ مَعْرُوفٍ بِالمَدِينَةِ) مِنْ بَيْتٍ، وَلَا دَارٍ.

قَالَ: فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ (أَيْ: مُسْتَدِيرَةً) فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ، انْـتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ.

وروى الحاكم وأبو داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَوَاكِي.(أي: نِسَاءٌ بَاكِيَاتٌ مِن انقِطَاعِ الَمطَرِ)

فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثَاً مُغِيثَاً، مَرِيئَاً مَرِيعَاً (أَيْ: مُخَصَّبَاً نَاجِعَاً) نَافِعَاً غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلَاً غَيْرَ آجِلٍ».

قَالَ: فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ.

وروى الحاكم عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ أَوْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَى مُضَرَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَاكَ وَاسْتَجَابَ لَكَ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ لَهُمْ.

فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثَاً مُغِيثَاً مَرِيئَاً سَرِيعَاً غَدَقَاً طَبَقَاً عَاجِلَاً، غَيْرَ رَائِثٍ (أَيْ: غَيْرَ بَطِيءٍ مُتَأَخِّرٍ) نَافِعَاً غَيْرَ ضَارٍّ».

وَفِي رِوَايَةٍ للطَّبَرَانِيِّ في الدُّعَاءِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثَاً مُغِيثَاً هَنِيئَاً وَحَيَّاً رَبِيعَاً وَحَنَاً طَبَقَاً غَدَقَاً مُغْدِقَاً عَامَّاً هَنِيَّاً مَرِيَّاً مَرِيعَاً مَرْتَعَاً وَابِلَاً شَامِلَاً مُسْبِلَاً مُجَلِّلَاً دَائِمَاً دَرَرَاً نَافِعَاً غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلَاً غَيْرَ رَايِثٍ، غَيْثَاً اللَّهُمَّ تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ، وَتُغِيثُ بِهِ الْعِبَادَ، وَتَجْعَلُهُ بَلَاغَاً لِلْحَاضِرِ مِنَّا وَالْبَادِ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا زِينَتَهَا، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِنَا سَكَنَهَا، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورَاً تُحْيِي بِهِ بَلْدَةً مَيْتَاً وَاسْقِهِ مِمَّا خَلَقْتَ أَنْعَامَاً وَأَنَاسِيَّ كَثِيرَاً».

وَفِي رِوَايَةٍ للطَّبَرَانِيِّ في الأَوْسَطِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَأَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَسْقَى قَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا سُقْيَا وَاسِعَةً، وَادِعَةً نَافِعَةً، تُشْبِعُ بِهَا الْأَمْوَالَ وَالْأَنْفُسَ، غَيْثَاً هَنِيئَاً، مَرِيئَاً، طَبَقَاً، مُجَلَّلَاً، تُسْبِغُ بِهِ عَلَى بَادِينَا وَحَاضِرِنَا، تُنْزِلُ بِهِ مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ، وَتُخْرِجُ لَنَا بِهِ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، وَتَجْعَلُنَا عِنْدَهُ مِنَ الشَّاكِرِينَ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2835 مشاهدة