أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6515 - حمل القرآن المسجل على السيديات

16-09-2014 55661 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز حمل القرآن المسجل على السيديات أو الجوال صوتاً من غير طهارة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6515
 2014-09-16

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ على عَدَمِ جَوَازِ حَمْلِ القُرآنِ العَظِيمِ ومَسِّهِ بِدُونِ طَهَارَةٍ من الحَدَثَينِ الأَصغَرِ والأَكبَرِ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾. ولِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» رواه الإمام مالك في المُوَطَّأ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

وقَالَ ابنُ عَبدِ البَرِّ: إنَّهُ أَشبَهَ المُتَوَاتِرَ، لِتَلَقِّي النَّاسِ لَهُ بالقَبُولِ.

وهذا في القُرآنِ العَظِيمِ المَكتُوبِ، أمَّا المُسَجَّلِ بِطَرِيقَةٍ من الطُّرُقِ الحَدِيثَةِ، على السِّيدِيَّاتِ، أو الهَاتِفِ النَّقَّالِ عن طَرِيقِ الصَّوتِ، فهوَ يُسمَعُ ولا يُقرَأُ، لأنَّهُ لَيسَ بِحُرُوفٍ يُمكِنُ أن تُرَى.

وبناء على ذلك:

فالقُرآنُ العَظِيمُ المُسَجَّلُ على السِّيدِيَّاتِ أو الجَوَّالِ صَوْتَاً، لا تُشتَرَطُ لِحَمْلِهِ الطَّهَارَةُ، لأنَّهُ لا يُطلَقُ عَلَيهِ عُرْفَاً أنَّهُ كِتَابُ اللهِ عزَّ وجلَّ، وإن كَانَتِ الطَّهَارَةُ لِحَمْلِهِ أَكمَلُ وأَولَى، لأنَّ احتِرَامَ السِّيدِيَّاتِ والجَوَّالاتِ التي فِيهَا القُرآنُ العَظِيمُ أَكمَلُ وأَولَى.

ولكن عِندَ سَمَاعِ التِّلاوَةِ للقُرآنِ العَظِيمِ يَجِبُ الاستِمَاعُ والإنصَاتُ، لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
55661 مشاهدة