أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4285 - هل وأد سيدنا عمر رضي الله عنه ابنته؟

24-09-2011 15294 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن سيدنا عمر رضي الله عنه وأد ابنته أيام الجاهلية وهي حية؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4285
 2011-09-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير عن النُّعْمَانَ بن بَشِيرٍ رضي الله عنه، قَال: سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رضي الله عنه يَقُولُ ـ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سئلت} [التكوير آية 8] ـ قَالَ: جَاءَ قَيْسُ بن عَاصِمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، قَالَ: إِنِّي وَأَدَتُ ثَمَانِيَ بناتٍ لِي فِي الجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا رَقَبَةً، قُلْتُ: إِنِّي صَاحِبُ إِبِلٍ، قَالَ: أهْدِ إِنْ شِئْتَ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بَدَنَةً).

فسيدنا عمر رضي الله عنه نقل هذا في حقِّ من وأد ابنته في الجاهلية، وأنَّ عليه كفارة، ولم يثبت عن سيدنا عمر رضي الله عنه أن كفَّر عن ذلك. هذا أولاً.

ثانياً: إذا كان الوأد منتشراً في بني عدي قبيلة سيدنا عمر رضي الله عنه، فكيف ولدت حفصة رضي الله عنها قبل البعثة بخمس سنوات، ولم يئدها أبوها سيدنا عمر رضي الله عنه.

وبناء على ذلك:

فما ثبت بالأدلة الصحيحة بأن سيدنا عمر رضي الله عنه وأد إحدى بناته في أيام الجاهلية، وحتى لا يكثر الجدل في هذا الموضوع، لو فرضنا صحة هذا النبأ فهذا لا يخدش في شخصية سيدنا عمر رضي الله عنه بعد إسلامه، حيث أعزَّ الله تعالى به الإسلام، لأن الإسلام يجُبُّ ما قبله، كما جاء في الحديث الشريف: (إِنَّ الإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ) رواه الإمام أحمد.

فإذا كان بالإسلام يغفر الله تعالى للعبد شِرْكَه، وعبادته للأوثان وقتله للأبرياء، وزناه، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}. فماذا يضرَّ سيدنا عمر رضي الله عنه إذا وأد إحدى بناته أيام الجاهلية؟ لله درُّ الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15294 مشاهدة