أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5988 - وقت الوتر

02-11-2013 10934 مشاهدة
 السؤال :
صلاة الوتر تكون بعد صلاة قيام الليل، أم بعد صلاة التهجد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5988
 2013-11-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اتَّفَقَّ الفُقَهاءُ على أنَّ وَقْتَ الوِتْرِ يَبْدَأُ بَعْدَ صَلَاةِ العِشَاءِ إلى طُلُوعِ الفَجْرِ الصَّادِقِ، وَأَنَّهُ يُسَنُّ جَعلُ الوِترِ آخِرَ النَّوافِلِ التي تُصَلَّى باللَّيلِ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً» رواه الشيخان عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

فإذا صَلَّى العَبدُ صَلاةَ العِشاءِ، وأرادَ أن يُصَلِّيَ قِيامَ اللَّيلِ فَيَجعَلُ وِترَهُ بَعدَ صَلاةِ قِيامِ اللَّيلِ.

وإن كانَ يُريدُ صَلاةَ التَّهَجُّدِ بَعْدَ الاسْتِيْقَاظِ مِنَ النَّوْمِ، فإنَّهُ إنْ وَثِقَ باستِيقاظِهِ آخِرَ اللَّيلِ يُستَحَبُّ لهُ أن يُؤَخِّرَ وِترَهُ لآخِرِ اللَّيلِ، وإلا فَيُستَحَبُّ تَقديمُهُ قَبلَ النَّومِ، وذلكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ ـ وفي رواية: مَحضورَةٌ ـ وَذَلِكَ أَفْضَلُ».

ولِحَديثِ السَّيِّدَةِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ. رواه الشيخان.

وبناء على ذلك:

 فإذا خافَ العَبدُ أن لا يَقومَ آخِرَ اللَّيلِ فَليوتِرْ أوَّلَهُ بَعدَ صَلاةِ قِيامِ اللَّيلِ، وأمَّا إذا طَمِعَ أن يُصَلِّيَ التَّهَجُّدَ وغَلَبَ على ظَنِّهِ القِيامُ، فَيُستَحَبُّ تَأخيرُ الوِترِ إلى ما بَعدَ صَلاةِ التَّهَجُّدِ، وفي كُلِّ الأَحْوَالِ لَو صَلَّى الوِتْرَ ثمَّ عَنَّ لَهُ أَنْ يَقُومَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَا يَلْزَمُهُ إِعَادَةُ الوِتْرِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10934 مشاهدة