أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6468 - هل ثلاث حركات في الصلاة تبطلها؟

13-08-2014 17386 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بان الإنسان إذا كان في صلاته، وتحرك فيها ثلاث حركات متتالية تبطل صلاته؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6468
 2014-08-13

السُّنَّةُ أن يُقبِلَ المُسلِمُ على صَلاتِهِ بِقَلبٍ حَاضِرٍ خَاشِعٍ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾.

والوَاجِبُ على المُسلِمِ أن يَطمَئِنَّ في صَلاتِهِ لأنَّ الاطمِئنَانَ فِيهَا رُكنٌ من أَركَانِهَا على قَولِ كَثِيرٍ من الفُقَهاءِ، وعلى قَولِ الآخَرِينَ وَاجِبٌ من وَاجِبَاتِهَا، لِقَولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ للذي أَسَاءَ في صَلاتِهِ ولم يَطمَئِنَّ فِيهَا: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ المَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ».

فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ».

فَقَالَ فِي الثَّانِيَةِ، أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللهِ.

فَقَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِن القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا».

أمَّا تَحدِيدُ الحَرَكَاتِ المُبطِلَةِ للصَّلاةِ فما وَرَدَ في ذلكَ حَدِيثٌ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، بل هوَ كَلامُ الفُقَهَاءِ رَضِيَ اللهُ عنهُم.

وبناء على ذلك:

فَيَجِبُ على المُسلِمِ أن يَخشَعَ في صَلاتِهِ، ولا يُكثِرَ فِيهَا الحَرَكَةَ والعَبَثَ، لِقَولِ سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ: لو خَشَعَ قَلبُ هذا لَخَشَعَت جَوَارِحُهُ. رواه ابنُ أَبِي شَيبَةَ.

فَيَجِبُ على المُؤمِنِ أن يَهتَمَّ بذلكَ ويَحرِصَ عَلَيهِ، فَإذا أَكثَرَ من الحَرَكَةِ في الصَّلاةِ بِحَيثُ لو رَآهُ إنسَانٌ يَعتَقِدُ أنَّهُ ليسَ في صَلاةٍ، فهذهِ الحَرَكَاتُ مُبطِلَةٌ للصَّلاةِ. وقدرها بعض الفقهاء بثلاث حركات متوالية، هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
17386 مشاهدة