أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6727 - المكياج الدائم

10-02-2015 440 مشاهدة
 السؤال :
ظهرت الآن بعض وسائل المكياج للمرأة، ويكون دائماً لمدة أشهر، أو سنوات، فهل يجوز استعمال هذا النوع من المكياج؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6727
 2015-02-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: اِستِعمَالُ المِكيَاجِ للمَرأَةِ  لا مَانِعَ فِيهِ شَرعَاً إذا كَانَ للزَّوجِ، أو أَمَامَ النِّسَاءِ المُسلِمَاتِ.

ثانياً: يُشتَرَطُ لِجَوَازِ استِعمَالِ المِكيَاجِ أن لا يَكُونَ من مَوَادَّ نَجِسَةٍ مُحَرَّمَةٍ شَرعَاً، كَمَا يُشتَرَطُ أن لا يَضُرَّ بِوَجهِ المَرأَةِ، وأن لا يَرَاهُ الرِّجَالُ الأَجَانِبُ.

ثالثاً: إذا كَانَ المِكيَاجُ الدَّائِمُ لِمُدَّةٍ من الزَّمَنِ عن طَرِيقِ الوَشْمِ  فهذا لا يَجُوزُ شَرعَاً، لأنَّ الوَشْمَ مَنهِيٌّ عَنهُ شَرعَاً، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

رابعاً: أمَّا إذا كَانَ المِكيَاجُ الدَّائِمُ لِمُدَّةٍ من الزَّمَنِ عن طَرِيقِ الاختِضابِ والصِّبَاغِ الذي يَكُونُ على ظَاهِرِ الجِلدِ، وكَانَ من مَوَادَّ طَاهِرَةٍ، فإنَّهُ يَجُوزُ شَرعَاً، ولكن يَجِبُ أن يُستَرَ عن أَعيُنِ الأَجَانِبِ، وأن لا يَكُونَ ضَارَّاً بِجِلدِ المَرأَةِ.

وبناء على ذلك:

فإنْ كَانَ المِكيَاجُ الدَّائِمُ عن طَرِيقِ الوَشْمِ، فهذا لا يَجُوزُ شَرعَاً، أمَّا إذا كَانَ عن طَرِيقِ الاختِضابِ أو الصَّبْغِ، فإنَّهُ يَجُوزُ شَرعَاً، بِشَرْطِ أن لا يَكُونَ من مَوَادَّ نَجِسَةٍ، وأن لا يَضُرَّ بِجِلدِ المَرأَةِ، وأن تَضْمَنَ المَرأَةُ أن لا يَرَاهَا أَحَدٌ من الرِّجَالِ الأَجَانِبِ مُدَّةَ بَقَاءِ هذا المِكيَاجِ على وَجْهِهَا، وإلا فلا يَجُوزُ.

وكَذَلِكَ يَجِبُ التَنَبُّهُ إِلى أَنَّهُ إِذَا كَانَت مَادَةُ المِكيَاج سَمِيكَةً، تَمنَعُ وُصُولَ المَاءِ إِلى البَشَرَةِ، فَيَجِبُ إِزَالَةُ ذَلِكَ عِندَ إِرَادَةِ الوُضُوءِ، إِذَا كَانَت مَوضُوعَةً عَلَى عُضْوٍ مِنَ الأَعضَاءِ، أََو عَن أَيِّ جُزءٍ مِنَ الجِسمِ عِندَ إِرَادَةِ التَّطَهُرِ مِنَ الحَيضِ أَوِ النِّفَاسِ أَوِ الجَنَابَةِ.

وتَجدُرُ المُلاحَظَةُ هُنَا: بأَنَّهُ يَجِبُ على المَرأَةِ أن تَهتَمَّ بِنَضَارَةِ وَجْهِهَا، وذلكَ بالمُحَافظَةِ على وُضُوئِهَا، وأن لا يَشْوِيَ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ خَلْقَهَا في النَّارِ يَومَ القِيَامَةِ، وأن تَكُونَ مِمَّن اندَرَجَت تَحتَ قَولِ اللهِ تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. فهذا خَيرٌ لَهَا من الاهتِمَامِ بالمِكيَاجِ الدَّائِمِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
440 مشاهدة
الملف المرفق