أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6404 - السكنى مع شارب الخمر

19-06-2014 44583 مشاهدة
 السؤال :
أنا طالب جامعي، وأسكن في المدينة الجامعية في غرفة مع رجل مدمن على الخمر، فهل أكون آثماً في ذلك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6404
 2014-06-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَجِبُ على المُؤمِنِ إذا رَأَى مُنكَراً أن يُنكِرَهُ بالمَعرُوفِ، وأن لا يَسكُتَ عَنهُ، إذا كَانَ يَستَطِيعُ ذلكَ، ولا يُصِيبُهُ بذلكَ ضَرَرٌ، وذلكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» رواه الإمام مسلم عن أَبي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

وإذا لم يَستَطِعْ أن يُغَيِّرَ المُنكَرَ، فلا يَجُوزُ لَهُ أن يَقعُدَ أثنَاءَ وُجُودِ المُنكَرِ إذا كَانَ ذلكَ بإمكَانِهِ، وذلكَ لِما روَاهُ الحاكم والإمام أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَقْعُدْ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ».

وبناء على ذلك:

فلا يَجُوزُ لَكَ أن تُجَالِسَ شَارِبَ الخَمرِ أثنَاءَ شُربِهِ الخَمرَ، لأنَّ شَارِبَ الخَمرِ مَلعونٌ إذا لم يَتُبْ إلى اللهِ تعالى، وعَلَيكَ أن تَأمُرَ بالمَعرُوفِ وأن تَنهَى عن المُنكَرِ، فإنْ لم يَستَجِبْ لَكَ وَجَبَ عَلَيكَ أن تَترُكَ المَسكَنَ، وعَدَمُ مُجَالَسَتِهِ إذَا كُنتَ قَادِراً على ذَلِك، أَمَّا إِذَا لَم يَتَوَفَّر لَدَيكَ سَكَنٌ آخَر وجَالَستَهُ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلى شُربِ الخَمرِ فَقُل: اللهُمَّ إنَّ هَذا مُنكَرٌ لا أَرضَى بِهِ ولا أقدِرُ على رَدِّهِ، وإلا كُنتَ آثِماً. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
44583 مشاهدة