أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4228 - ما حكم من يلعن الحياة؟

03-09-2011 47555 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان أن يلعن الحياة بسبب كرب أو شدَّة نزلت به؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4228
 2011-09-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ). وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قَالَ: (لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ).

وبناء على ذلك:

فيحرم على الإنسان أن يلعن الحياة بسبب كرب أو شدة، وليذكر قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون}. وعليه بالصبر، لأنه كلَّ شيء بقضاء وبقدر، وقضاء الله تعالى في العبد المؤمن خير له، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ).

ويجب على العبد أن يعلم بأن الشدة التي هو فيها أو الكرب الذي هو فيه، هناك أعظم منه بكثير، وليذكر كلام سيدنا عمر رضي الله عنه عندما يقول: ما ابتليت ببلية إلا كان لله علي فيها أربع نعم: إذ لم تكن في ديني، وإذ لم أحرم الرضى، وإذ لم تكن أعظم، وإذ رجوت الثواب عليها. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
47555 مشاهدة