أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

252 - القرض الربوي لسداد الدين

02-06-2008 11397 مشاهدة
 السؤال :
رجل عليه ديون كثيرة، وصار عاجزاً عن أدائها، والدائنون يلحون عليه في سدادها، فهل يجوز أن يقترض من البنك لسداد دينه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 252
 2008-06-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَجِبُ أَنْ نَعْلَمَ مَا هُوَ حُكْمُ الاسْتِدَانَةِ؟ الاسْتِدَانَةُ قَدْ تَكُونُ وَاجِبَةً، وَذَلِكَ للمُضْطَرِّ مِنْ أَجْلِ إِحْيَاءِ نَفْسِهِ.

أَمَّا الاسْتِدَانَةُ لِحَاجَةٍ مِنَ الحَاجِيَّاتِ لَا تَصِلُ إلى دَرَجَةِ الضَّرُورَةِ فَهِيَ جَائِزَةٌ إِنْ كَانَ يَرْجُو وَفَاءً، وَالأَوْلَى أَنْ لَا يَسْتَدِينَ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ.

أَمَّا إِذَا أَرَادَ الاسْتِدَانَةَ مِنْ أَجْلِ حَاجَةٍ مِنَ الحَاجِيَّاتِ وَلَا يَرْجُو وَفَاءً، فَإِنَّ هَذِهِ الاسْتِدَانَةَ حَرَامٌ عَلَيْهِ، لِأَنَّ فِيهَا تَعْرِيضَاً لِمَالِ الغَيْرِ  إلى الإِتْلَافِ.

ثانياً: يَجِبُ عَلَى المَدِينِ أَنْ يَنْوِيَ وَفَاءَ دَيْنِهِ حَتَّى مَهْرِ زَوْجَتَهِ، لِأَنَّهُ مَنْ نَوَى الوَفَاءَ أَعَانَهُ اللهُ تعالى، وَإِلَّا فَلَا عَوْنَ لَهُ مِنَ اللهِ تعالى، لِمَا رواه البخاري في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ أُمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ».

ثالثاً: يَجِبُ عَلَى المَدِينِ أَنْ يَقُومَ بِسَدَادِ دَيْنِهِ، وَذَلِكَ بِبَيْعِ عَقَارِهِ وَيَسْتَأْجِرُ، أَو بِبَيْعِ الكَمَالِيَّاتِ المَوْجُودَةِ عِنْدَهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَالٌ مَنْقُولٌ أَو غَيْرُ مَنْقُولٍ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ الكَمَالِيَّاتِ فَهَذَا مُعْسِرٌ، وَإِذَا كَانَ مُعْسِرَاً وَجَبَ عَلَى الدَّائِنِينَ أَنْ يُنْظِرُوهُ حَتَّى يُوَسِّعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ﴾. فَهَذَا أَمْرٌ للدَّائِنِ أَنْ يُنْظِرَ المُعْسِرَ إِذَا ثَبَتَ عِنْدَهُ إِعْسَارُهُ.

رابعاً: إِذَا تَحَقَّقَ إِعْسَارُ المَدِينِ فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقْتَرِضَ قَرْضَاً رِبَوِيَّاً لِسَدَادِ دُيُونِهِ، وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقْتَرِضَ قَرْضَاً بِدُونِ رِبَا لِسَدَادِ دَيْنِهِ لِأَنَّهُ سَيَبْقَى مَدِينَاً، لِأَنَّ الوَاجِبَ عَلَى الدَّائِنِ أَنْ يُنْظِرَ المُعْسِرَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11397 مشاهدة